No Script

حديث القلم

6 نوفمبر... لن يسقط من ذاكرتنا

تصغير
تكبير

السادس من نوفمبر، ليس مجرد تاريخ عابر يحبسنا في أروقة الماضي، كما أنه ليس مجرد يوم كغيره من أيام الذاكرة الكويتية، بل هو يوم عظيم يحكي قصة كفاح شعب، تعرضت بلاده للدمار المادي والمعنوي، ورمزا توقفت معه أحداث أكبر تلوث بيئي في التاريخ الحديث والمعاصر، إنه ذلك اليوم الذي لايمكن أن يمر مرور الكرام، من دون أن نتوقف لنستذكر معه بطولات وطنية وجهود كويتية مخلصة أبهرت العالم وأسكتت بعض الحناجر التي كانت تشكك في قدرات الكويت والكويتيين لطي صفحة التلوث المؤلمة تلك، بعد أن قام النظام العراقي البائد بإعطاء أوامره الحاقدة لتفجير عدد 737 بئراً نفطية، وسكب كميات مهولة من النفط الخام في مياه الخليج العربي.
في الحقيقة... لم تكن القوات العراقية لتقدم على هذا العمل الجبان، لولا تلقيها أوامر مباشرة من قياداتها بهذا الشأن، لعلمهم بدنو الهزيمة وقربها، فقد أشعلوها قبل شهر واحد تقريبا من إتمام جيش التحالف لعملياته العسكرية لتحرير الكويت وطرد الغزاة، أي تم تفجير تلك الآبار في يناير عام 1991، وكانت الكويت على موعد مع تحد من نوع آخر بعد التحرير مباشرة، وقد كانت هناك فرق من دول عديدة ساهمت جنبا إلى جنب مع الفريق الكويتي لإيقاف هذا التلوث الكبير الذي شهدته المنطقة، فقد شاركت فرق أميركية وكندية ورومانية وفرنسية وبريطانية وصينية ومجرية في هذا العمل الكبير، وتعرض أولئك الرجال إلى مخاطر صحية جمة جراء هذا العمل البطولي، في سبيل إنهاء معاناة الكويت والمنطقة، حتى يعود عصب الاقتصاد الكويتي من جديد للعمل وضخ النفط وتصديره بعد حجم الدمار الهائل الذي عصف بكل ماهو كويتي.
سنظل نستذكر بكل فخر هذا اليوم الخالد، الذي احتفلنا فيه جميعاً بإطفاء آخر بئر نفطية مشتعلة في فترة زمنية قياسية، وسيظل يوم السادس من نوفمبر هو أحد الأيام الوطنية، التي ستبقى لتحكي للأجيال المعاصرة واللاحقة، قصة هذا الشعب الذي لم يخضع للغزاة، وتمكن من إعادة إعمار بلاده ضاربا أروع أمثلة الوفاء.
وخزة القلم:
مدرسة قديمة متهالكة، يتم إغلاقها وبناء أخرى جديدة مقابلها وتحمل اسمها، المبنى جميل وجديد وأنشئ حسب المعايير الحديثة، ولكن الأثاث المدرسي كله تم نقله من تلك المدرسة القديمة، فماذا نسمي هذا التخبط ؟

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي