No Script

دي ميستورا: لسنا مُحبطين... ولا يمكننا رؤية حلب جديدة

بوتين «يُفاخر» بتعريف العالم على الأسلحة الروسية... في الميدان السوري

u0639u0645u0644u064au0627u062a u0628u062du062b u0639u0646 u0646u0627u062cu064au0646 u0628u064au0646 u0623u0646u0642u0627u0636 u0623u062du062f u0627u0644u0645u0628u0627u0646u064a u0627u0644u0645u062fu0645u0631u0629 u0641u064a u062fu0648u0645u0627t (u0627 u0641 u0628)
عمليات بحث عن ناجين بين أنقاض أحد المباني المدمرة في دوما (ا ف ب)
تصغير
تكبير

الأمم المتحدة تأمل
دخول الغوطة
«في غضون أيام»
 
موسكو تتهم واشنطن بإقامة 20 قاعدة
في مناطق الأكراد



موسكو، دمشق - وكالات - مرة جديدة، فاخرت روسيا بتدخلها العسكري في سورية التي تعتبرها «ميدان تجارب» لترسانتها، لافتة إلى أن «العالم بات يعرف كل أسماء أسلحتها الرئيسية»، في حين اتهمت واشنطن بإقامة 20 قاعدة عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في هذا البلد.
جاء ذلك فيما أتمت الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، يومها الثالث، أمس، من دون أن يسجل خلالها خروج مدنيين عبر المعبر المحدد لذلك شمال شرقي دمشق.
ففي خطابه السنوي أمام البرلمان، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العملية الروسية الجارية في سورية تظهر زيادة قدرات بلاده الدفاعية، مضيفاً إن العالم يعرف الآن أسماء كل أسلحتنا الرئيسية بعد عملية سورية.
وإذ شدد على أن بلاده ستعتبر أي هجوم نووي على حلفائها هجوماً عليها وهو ما يستدعي رداً فورياً، كشف بوتين أن روسيا اختبرت مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة منها صاروخ نووي في نهاية 2017 يمكنه أن يصل إلى أي مكان في العالم ولا يمكن للأنظمة المضادة للصواريخ اعتراضه.
وفي إطار حديثه عن الشؤون الداخلية، أعلن الرئيس الروسي أنه يريد خفض معدل الفقر «غير المقبول» في روسيا إلى النصف في السنوات الست المقبلة، أي مدة الولاية التي يرتقب ان يفوز بها من دون أي مفاجآت في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 18 مارس الجاري.
من جهته، أعلن مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي ألكسندر بينيديكتوف أن الولايات المتحدة أقامت نحو 20 قاعدة عسكرية في سورية على أراض خاضعة لسيطرة حلفائها الأكراد، مشيراً إلى أنها تمدهم بأحدث الأسلحة، وهو ما استفز تركيا ودفعها للقيام بعملية عسكرية في عفرين، شمال غربي سورية.
ولليوم الثالث على التوالي، وجهت روسيا أصابع الاتهام إلى فصائل المعارضة السورية بمنع المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية عبر «الممر الآمن» المحدد لذلك عند معبر الوافدين الواقع شمال شرقي مدينة دوما.
وقال ممثل المركز الروسي للمصالحة في سورية الجنرال فلاديمير زولوتوخين أن الهدنة الإنسانية اليومية، سرت أمس لليوم الثالث على التوالي، اعتباراً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، إلا أن «المسلحين يواصلون قصف معبر الوافدين بقذائف الهاون».
وأضاف: «وفقاً للمعلومات المتوافرة لدينا، فإن عدد النداءات التي وجهها سكان الغوطة الشرقية إلى العاملين في مجال حقوق الإنسان لتقديم المساعدة والعون لاجلائهم من مناطق سيطرة المقاتلين ازدادت بشكل مطرد خلال الـ24 ساعة الماضية».
وقال الجنرال الروسي، متحدثاً من دمشق، إن مقاتلي المعارضة قتلوا أمس أربعة مدنيين في الغوطة خلال احتجاج على منعهم من المغادرة، معتبراً أن القتل يكشف أن تهديدات المعارضة للسكان الذين يريدون مغادرة المنطقة «حقيقية».
وشاهدت مراسلة وكالة «فرانس برس» عند المعبر، الذي بدا أمس خالياً تماماً من أي حركة للمدنيين، ضباطاً وجنوداً روس متواجدين مع عناصر الجيش السوري، فيما حضر متطوعو «الهلال الأحمر السوري» مع سيارتي اسعاف.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عدم خروج مدنيين عبر معبر الوافدين منذ بدء تطبيق الهدنة الروسية الثلاثاء الماضي، باستثناء مواطنين باكستانيين خرجا اول من امس بموجب مفاوضات منفصلة تولتها السفارة الباكستانية في دمشق.
ولم يتضح ما إذا كانت الهدنة ستستمر اليوم، فيما كان مصدر عسكري سوري قال في وقت سابق إن «الهدنة لثلاثة أيام (من الثلاثاء حتى الخميس) قابلة للتمديد في حال خروج المدنيين... ولكن إن لم يكن هناك نتائج كيف يمكننا الاستمرار؟».
وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ صباح أمس، قتل سبعة مدنيين على الأقل جراء غارات شنتها قوات النظام واستهدفت مناطق عدة بينها دوما وكفربطنا.
وحسب المرصد، «بعد سريان الهدنة، شهدت بلدات الغوطة الشرقية هدوءاً نسبياً مع توقف الغارات» تزامناً مع استمرار معارك عنيفة بين قوات النظام وفصيل «جيش الاسلام»، أبرز فصائل المنطقة، في منطقة المرج.
وتمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدة حوش الظواهرة وكتيبة للدفاع الجوي في منطقة المرج، في وقت تدور معارك عنيفة في محيط بلدة الشيفونية.
وتستهدف البلدة، وفق عبد الرحمن، منذ أيام بغارات كثيفة وقصف بالبراميل المتفجرة والمدفعية، تسبب بدمار معظم أحياء المدينة. ورغم استمرار الغارات إلا أن وتيرة القصف وكذلك حصيلة القتلى اليومية انخفضت بشكل ملحوظ منذ بدء تطبيق الهدنة التي أعلنتها موسكو بعد يومين من تبني مجلس الأمن بالاجماع قراراً يطلب وقفاً لاطلاق النار «من دون تأخير» في أنحاء سورية لمدة ثلاثين يوماً.
من جهتها، تأمل الامم المتحدة في ايصال المساعدة الانسانية الى مدينة دوما في الغوطة، «في غضون ايام»، لكنها تعتبر ان هدنة الساعات الخمس «ليست كافية».
وقال رئيس مجموعة الامم المتحدة للعمل الانساني في سورية يان ايغلاند، في جنيف أمس، «خلال بضعة أيام، يفترض أن نتمكن من دخول الغوطة الشرقية... أبلغنا اليوم (أمس الخميس) أننا يمكن أن نتسلم رسالة تفويض من الحكومة (السورية) لدخول دوما».
واضاف ان الهدنة التي أعلنتها روسيا «أمر ايجابي، لكن اي مندوب انساني يعرف ان خمس ساعات غير كافية» للقيام بمهمة مساعدة، و»يجب ان نجلس مع روسيا وآخرين للتوصل الى اتفاق سيساعد المدنيين».
وقدر بألف عدد المرضى الذين يتعين نقلهم من الغوطة التي يعيش فيها 400 الف نسمة، مشيراً إلى أن 43 شاحنة للمساعدات تنتظر الإذن لدخول دوما.
من جهته، أكد الموفد الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستفان دي ميستورا ان الأمم المتحدة «لن تتخلى عن المطالبة بالتطبيق الكامل للقرار حتى يوقف الطرفان تبادل القصف وتتمكن القوافل من الدخول».
واضاف في تصريح صحافي «لسنا محبطين، نحن مصممون. لا يمكننا رؤية حصول حلب جديدة».
وتوازياً، أظهر تحليل صور أجرته وكالة تابعة للأمم المتحدة، ونشر امس، دماراً جديداً واسع النطاق في منطقة مساحتها 62.5 كيلومتر مربع من الغوطة.
وخلص التحليل إلى أن 29 في المئة من المنطقة، التي قسمت إلى مربعات من الأراضي، لحق به دمار جديد، إذ دمرت المباني بشكل كامل أو لحقت به أضرار جسيمة فيما لحقت أضرار محدودة بنحو 24 في المئة من المنطقة.

رسالة من ملاجئ الغوطة:

إذا كان العالم اتفق على قتلنا ... رجاءً فليفعلها بسرعة

|  بيان ريحان*  |

اليوم كان أول يوم لي في القبو. هبطت بعد أن حطمت القذيفة منزلنا ليلاً. وفي أقل من دقيقتين، عبرت عائلتي وأنا مسافة 150 متراً إلى أقرب مأوى موقت للنساء والأطفال. لم يكن لدينا الوقت لأخذ أي متاع معنا. أردنا فقط الهروب من نار الجحيم التي تمطر علينا.
وهذا المصير لم أتلقه وحدي فقط، فمعظم سكان بلدتي في دوما بالغوطة الشرقية ذهبوا تحت الأرض. القبو يوفر لنا ملجأ موقتا من القصف المستمر منذ أيام من قبل النظام السوري، والذي أودى بحياة أكثر من 500 شخص.
وتحت الأرض، كنا موضع ترحيب من قبل الناس الذين وصلوا إلى القبو قبلنا. لم أستطع الالتفاف برأسي لرؤية كامل المشهد الذي أمامي. أجلس مقابل الجدار، أراقب وجوه الناس الخائفة. وذكرني المشهد بشيء واحد فقط: زنزانتي في الفرع 215 من مركز احتجاز كفرسوسا في دمشق، حيث استخدم سجين النظام أساليب التعذيب التي كادت أن تقتلني.
ذهبت في النوم فجأة - لم تتح لي الفرصة للنوم خلال الـ 72 ساعة الماضية، باستثناء بضع لحظات مسروقة أغمضت فيها عيناي. ولكن صوت القنابل القريبة أيقظني بعد فترة وجيزة.
وبدأت أتجول في القبو، محاولة التعرف على كل من لجأ إلى هنا. كانوا جميعاً ربات بيوت وأطفال ليس لديهم فكرة حول ما يحدث بالخارج. كانوا يرغبون في وقف القصف فقط ليتمكنوا من التمسك بالحياة فوق الأرض والعثور على الطعام.
مكثت في القبو لمدة ست ساعات بدأت بعدها أشعر بالاختناق. والرطوبة جعلت نفسي يضيق شيئاً فشيئاً.
وبدأ صراخ الأطفال يتردد في الجدران، إذ كانت النساء حينها قد تخلين عن إبقاء أطفالهن تحت السيطرة. وأخذت كل منهما ركناً للطهي، ولم يكن لديهن أخشاب لإشعال النار لذلك لجأت النساء إلى تمزيق قصاصات من ملابسهن الخاصة واستخدامها لإشعال النار.
بدأت أشعر بوخز الجوع عندما تجمعت ست نساء من عائلتي لوضع خطة لتأمين وجبة اليوم. وقررنا أن أفضل رهان سيكون لقاء أقاربنا الذكور في مأوى الرجال.
سارعنا أنا وابنة عمي معاً إلى ملجأ الرجال وسط القنابل وأعمدة الدخان الأسود، ومازحتها في نصف الطريق قائلة «لديك 45 ثانية لعبور طريق الموت».
حظينا في ملجأ الرجال باستقبال الأبطال، وحصلنا على طعام رأينا في وضعنا القائم أنه يُشكل «وجبة ملوكية»، فالبرغل الذي بين أيدينا من شأنه أن يؤمن طعام ست نساء وخمسة أطفال من عائلتنا ليوم كامل.
كانت بضع لقم من الطعام كافية لإشعارنا بأننا متخمون بالانتصار، مع أزيز الطائرات الحربية فوقنا. وشعرنا بأننا حققنا بعض النصر على سوء التغذية المفروضة علينا في الغوطة الشرقية المحاصرة.
وفي عودتنا إلى قبو النساء، كان صراخ الأطفال كالصاعقة، وكانت الأمهات ينظفن أطفالهن أو يحاولن تهدئتهم.
أخذت على عاتقي لعب دور مسؤولة التسلية للأطفال من أجل إبقائهم هادئين، وجمعتهم حولي على شكل دائرة، وبدأت بسرد القصص عليهم. وكانت أول قصة بعنوان «ذهبت مع الريح» أردت منها أن تكون مصدر إلهام للأطفال لشجاعة البطلة سكارليت، وكيف دخلت الحرب وخرجت منها بأمان. ورويت لهم قصصاً عن كيفية إعادة بناء حياتها من أنقاض الحرب الأهلية الأميركية.
عيونهم بدأت تتألق مع الفضول عندما بدأت في التحدث إليهم عن المصير الحزين لقصة حب سكارليت. وقدمت النساء لي فنجاناً من القهوة كعربون شكر لرعاية أطفالهن، ولو لمدة ساعة فقط.
عندما عدت للجلوس في مكاني داخل القبو، وبعدما ساد الهدوء في المكان، أخذت أتأمل النساء والأطفال الذين يتكدسون فوق بعضهم من أجل إفساح المجال ليتسع القبو لأكبر عدد ممكن من اللاجئين، فكرت حينها مرة أخرى في زنزانتي السابقة. كان المشهد مشابهاً للغاية، والتعذيب الذي ألحقه النظام في سجونه وساحات المعارك هو نفسه تقريباً.
وفي خضم الهدوء النسبي في الليل، عاد اليأس مرة أخرى إلى عقلي ليضعني في اجتماعي الأخير مع الأمم المتحدة كرئيسة لمكتب المرأة في المدينة. حيث وصلوا إلى دوما في نوفمبر الماضي، مع حوالي أربعة آلاف سلة غذائية لمدينة تقطنها 28 ألف أسرة محتاجة. أذكر جيداً ماذا قلت لهم، وهو موقفي الذي ما زلت متمسكة به.
تحدث قادة المجتمع المدني في المدينة إلى أعضاء الوفد، إذ قلت لأحدهم إن الكميات التي قدموها لنا لم تكن كافية أبداً، وأضفت أن قافلة المساعدات تحمل معها رسالة مفادها أن سكان دوما «سيهلكون» حتى يتناسب عددهم الباقي مع حجم المساعدات القليلة التي تقدمها الأمم المتحدة.
وإذا كانت القافلة ستصل مرة أخرى اليوم، أود أن أذكرهم بما قلته، وأقول لهم إنهم شركاء في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري وروسيا.
وأود أن أخبر المجتمع الدولي بأنه إذا قرر مع بشار الأسد قتلنا جميعاً، فرجاء ارحمونا واقتلونا بسرعة، لأننا تعبنا من انتظار دورنا في صف الموت. وأود أيضاً أن أخبر المجتمع الدولي بإحراق مواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة فيما يتعلق بحماية البشر وحقوقهم، ومن أهمها «الحق في الحياة».
وبالنسبة لأولئك في جميع أنحاء العالم الذين وضعوا الإنسانية أولاً، وحاولوا وقف قتل الأبرياء عن طريق جمع الأموال والمظاهرات تضامناً مع الغوطة الشرقية... أنا أقول شكراً لكم. (سي إن إن بالعربية)

* رئيسة مكتب المرأة في لجنة التنسيق المحلية بمدينة دوما في الغوطة الشرقية. كما أنها ناشطة وشاركت في انتفاضة سورية منذ بدايتها.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي