أكد أنه لا يمكن اختزال الطائفة بحزب أو زعيم
السيد علي الأمين لـ «الراي»: غالبية شيعية صامتة ترفض سياسة البعض التي خلقت الشكوك في انتماء شيعة العالم العربي
الأمين متحدثا الى الزميلة غادة عبدالسلام
السيد علي الأمين (تصوير نور هنداوي)
| كتبت غادة عبدالسلام |
فيما أكد المرجع الديني الشيعي السيد علي الأمين ان الممارسات الطويلة أثبتت ان شيعة الكويت شركاء مع اخوانهم في الوطن في الدفاع عنه والولاء له، شدد على «عدم وجود النفس الطائفي في الكويت على مستوى السلطات وادارة البلاد والحكام»، منبها في الوقت نفسه من ان «بعض الاحزاب تريد ربط الشيعة بولاء خارج الوطن ويجب التنبه لهذه الامور. ونصيحتي لهم بالابتعاد عن الجماعات التي تريد ربطهم بمشاريع مستوردة من الخارج».
الأمين الذي رفض ان «تكون علاقة الشيعة مباشرة مع ايران بل يجب ان تكون عبر الدول وليس الاحزاب والجمعيات»، اعتبر ان «النظام السياسي لايران مرتبط بشعبها وليس لها ولاية على الشعوب في الخارج».
ودعا الأمين في حوار مع «الراي» الجالية اللبنانية في الكويت إلى «ألا تنسى لزوم وفائها بالعهود والانصياع للقوانين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وألا تنسى الجميل الذي قدمته الكويت والايادي البيضاء الممدودة للبنان دون تفريق».
وفي الحديث عن الأحداث التي تشهدها المنطقة، قال الأمين ان «بعض الانظمة الايديولوجية المعروفة سواء دينيا او فكريا التي تعتبر الخروج على الغير نضالا وجهادا وثورة بينما الخروج عليهم مروق وخروج وخيانة»، مشيرا إلى ان «الذين خرجوا في ايران للمطالبة بالاصلاحات والحريات اعتبروا اعداء للنظام بينما حظيت احداث البحرين بالتأييد وشهدنا سكوتا على ما يجري في سورية».
ورأى انه «في البحرين مثلا كان يجب الدفع باتجاه الحوار وليس التصادم خصوصا وان دعوة جادة للحوار وجدت وتم رفضها والنتائج آلمتنا جميعا»، مبينا ان «الشيعة في البحرين جزء لا يتجزأ من الشعب لهم مطالبهم المشروعة ويجب ان يعبروا عنها بالوسائل الحضارية والديموقراطية».
واضاف ان «ثمة احتجاجات شعبية ملموسة في سورية نشاهدها ونسمع مطالبها»، مشيرا إلى انه «لا يجوز قمع الشعب وقهره واسكاته بل يجب ان يحاور الحاكم الشعب لان القمع الدموي والامني والحل العسكري يخمد النار ولا يطفئها».
وعلى الصعيد اللبناني، رأى الأمين ان «لا حلول سحرية في لبنان لأن الامر مرتبط بعجز الدولة عن بسط سلطتها على كامل أراضيها»، معتبرا ان «مشكلة تأخر تشكيل الحكومة داخلية كون الفريق الواحد الذي أوصي بتشكيلها تتنازعه الحصص والاحجام».
وفيما اعتبر الأمين ان «7 مايو العام 2008 يوم حزين ومؤلم كان يجب الا يقع بين ابناء الوطن الواحد» - في إشارة إلى المواجهات المسلحة التي اندلعت بين حزب الله وخصومه السياسيين- حذر من انه «ما دام هناك سلاح خارج اطار الدولة يمكن استخدامه مرة اخرى لاكراه هذا الفريق او غيره».
وإذ دعا الأمين إلى «ربط سلاح حزب الله سلاحه بالمنظومة الدفاعية للدولة لتشكيل ضمانة لجميع اللبنانيين»، بين ان «المطلوب من حزب الله ان يعمل من أجل بناء الدولة اللبنانية وليس من اجل المصلحة الايرانية».
وحمل الأمين الدولة اللبنانية وتعاطي الدول العربية مع حزب الله وحركة أمل كممثلين وحيدين للشيعة في لبنان «مسؤولية تعزيز الشك بالانتماء، وكون حزب الله وحركة امل ارتبطا بالمشروع الايراني، فاصبح الشيعة مرتبطين بايران»، مشيرا إلى «وجود غالبية صامتة في الطائفة الشيعية ترفض السياسة التي خلقت الشكوك في انتماء شيعة العالم العربي».
وفي موضوع القرار الظني باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري، رأى الأمين ان «القرار في طبيعة الحال ليس اتهاما لطائفة او مذهب بل لافراد وليس جماعات او احزاب»، داعيا إلى «عدم التعاطي مع القرار على انه ادانة بمجرد صدوره».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• السيد علي الأمين اهلا بكم في الكويت، بداية لا بد من التساؤل عن اهداف الزيارة وما اذا كانت حققت اهدافها؟
- لا اهداف خاصة وراء الزيارة سوى انها جاءت تلبية لدعوة كريمة استجبنا لها وكانت فرصة للتحدث الى الرأي العام الكويتي عن افكاري وآرائي واشكر وسائل الاعلام التي اتاحت لي فرصة اللقاء بهم.
• بالرغم من الاختلاف الكبير بين الكويت وبعض الدول الاسلامية الاخرى الا ان النفس الطائفي موجود وملاحظ في الحياة العامة الكويتية، ما رسالتكم للكويتيين الشيعة والسنة في آن؟
- من ناحيتي لا الحظ النفس الطائفي موجودت في الكويت على مستوى السلطات وادارة البلاد والحكام، وانما على صعيد بعض الاطر الحزبية الضيقة وبعض وسائل الاعلام التي هي منحازة لهذا الفريق او ذاك والتي تثير بعض الامور الطائفية كما هو الحال في لبنان.
وهذا الحال يمثل الأحزاب التي لا تكون مختزلة لطائفتها خصوصا وان السنة والشيعة مواطنون قبل ان يكونوا طائفيين وولاؤهم لدولهم ومؤسساتها وقوانينها وليس لخارج الحدود. فهذا الامر اثبتته الممارسات الطويلة ليكونوا دائما مع اخوانهم الشركاء في الوطن في الدفاع عنه والولاء له.
الا ان بعض الاحزاب تريد ربط الشيعة بولاء خارج الوطن ويجب التنبه لهذه الامور. ونصيحتي لهم بالابتعاد عن الجماعات التي تريد ربطهم بمشاريع مستوردة من الخارج.
• تشكو بعض الاطراف من محاولات ايرانية لتجنيد شيعة الكويت والخليج عموما من اجل تنفيذ استراتيجية ومصالح طهران، كيف تنظرون الى هذا الامر؟
- لست مع التعميم، والمحاولة لتجنيد بعض الشيعة عبر بعض المنظمات يمكن ان يكون عبر ارتباطات غير خفية مع ايران. الا ان الروابط الشيعية مع ايران في لبنان والخليج والعراق هي روابط تاريخية دينية وثقافية.
ان روابط المذاهب والاديان لا يجوز ان تكون على حساب الاوطان، فولاؤنا لاوطاننا وانظمتها السياسية الموجودة لاننا جزء من هذا الشعب الذي اختار النظام السياسي.
كما ان النظام السياسي لايران مرتبط بشعبها وليس لها ولاية على الشعوب في الخارج. ونرفض ان تكون علاقة الشيعة مباشرة مع ايران انما يجب ان تكون من خلال الدول التي تمثلنا وليس من خلال الاحزاب السياسية والجمعيات.
• ما رسالتكم للبنانيين في الكويت من زاويتين، علاقتها بهذا البلد وانعكاس التطورات في لبنان عليها؟
- الجالية اللبنانية عليها ألا تنسى دائما لزوم وفائها بالعهود والعقود الدولية والتي تقتضي لزوم الانصياع للقوانين المحلية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والا ينسوا الجميل الذي قدمته الكويت اميرا وحكومة وشعبا والايادي البيضاء الممدودة للبنان عموما دون تفريق بين ابنائه.
وصيتنا لهم بالابتعاد في خلافاتهم السياسية عن علاقاتهم الموجودة في الاغتراب وان يكونوا يدا واحدة مع الدولة التي تستضيفهم وان يطبقوا قوانينها المرعية.
• لنتحدث عن الشأن الداخلي اللبناني، كيف تقرأ المشهد اللبناني وفق المعطيات والتطورات السياسية الاخيرة؟
- الوضع في لبنان دائما في حالة من عدم الثبات والاستقرار نتيجة للتجاذبات السياسية الموجود فيه والتي احدثت أخيرا فراغا سياسيا من خلال اسقاط الحكومة السابقة وعدم تمكن الاكثرية الجديدة من ملء الفراغ حتى الان نتيجة الاختلاف على الحصص.
الوضع في حالة جمود وترقب للمرحلة المقبلة، وعموما حتى لو تشكلت الحكومة الجديدة فلا اعتقد ان لديها حلولا سحرية لان الامر مرتبط بضعف الدولة وعجزها عن بسط سلطتها على كامل اراضيها.
• اشرتم الى تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، برأيكم اين تكمن العقدة الحقيقية في هذا الصدد هل هي داخلية ام اقليمية ودولية؟
- اغلب الظن انها تكمن في الشأن الداخلي كون الفريق الواحد الذي اوصي بتشكيل الحكومة تتنازعه الحصص والاحجام، فكل فريق يريد ان يأخذ الحصة الاكبر من طريق الاخرين واصبح هناك شهية كبيرة من اجل المزيد من الحصص وليس تحمل المسؤولية وحل مشاكل الناس وادارة شؤون البلاد.
اصبحنا نشعر بان المناصب مغانم ولم تعد مواقع مسؤولية يؤتمن فيها المسؤول على الشعب والوطن.
• في هذا الصدد تفيد المعطيات بان عقد تشكيل الحكومة الاساسية تتمثل بالخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون على وزارة الداخلية فهل يحق لاحد احتكار وزارات معينة؟
- ليس فقط وزارة الداخلية بل هناك خلافات اخرى غير معلنة. فليس العماد عون فقط من يختلف مع رئيس الجمهورية، انما كل فريق يريد ان يختزل الطائفة باسمه فلو تنازل الشيعة عن وزارة الخارجية للعماد عون يمكن ان تحل مشاكل اخرى.
الجميع يريدون حصصا ولو كان الشعور بالمسؤولية كافيا لتنازلوا عن الحصص لتدار شؤون البلاد بالشكل الصحيح.
لا يعني المواطن الانتماء الحزبي اوالسياسي للوزير، انما ان يقوم بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.
• يزعم البعض سماحة السيد انكم تميلون الى قوى الرابع عشر من مارس، كيف تفندون هذا الاتهام؟
- ما يجمعني بـ 14 مارس هو مشروع الدولة فقط، فلا اوافق على سياسات 14 مارس كلها كما لا اختلف مع جميع سياسات 8 مارس.
القاسم المشترك الذي جمعني مع 14 مارس هو المطالبة بدولة المؤسسات والقوانين وهو الامر الذي طالبنا به قبلهم حتى منذ الثمانينات خصوصا بضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب قبل وبعد عام 2000 وما شكل نقطة خلاف مع قوى الامر الواقع في الطائفة الشيعية.
لقد وجدنا شعار الدولة قاسما مشتركا يجمعنا بـ14 مارس لان الدولة يجب ان تبسط سلطاتها على كامل اراضيها وان يحتكم لها الجميع.
• يلومكم الفريق الشيعي الاخر على توجيهكم النقد الى حزب الله خصوصا، اين اخطأ الحزب في الاونة الاخيرة وأين اصاب؟
- قبل حرب يوليو العام 2000 كان هناك شيء من التواصل مع حزب الله الا ان العلاقة انقطعت نهائيا بعد الحرب نتيجة للمواقف الواضحة التي اتخذتها في مسألة ضرورة انضمام الحزب للدولة وانخراط قواه العسكرية فيها والمطالبة بعودة الجيش وبسط سلطة الدولة في الجنوب، اضافة الى رفضي لما حدث في السابع من مايو في بيروت وكل ذلك لم يرق لهم.
كان حزب الله قبل العام 2000 يقوم بدور جهادي مقاوم وحقق انجازات، الا انه بعد ذلك لم يعد من مبرر لبقاء الجنوب خارج الدولة.
• اشرتم الى احداث 7 مايو، هل ترى بأن 7 مايو جديدة يمكن ان تحصل؟
-7 مايو العام 2008 يوم حزين ومؤلم كان يجب الا يقع بين ابناء الوطن الواحد. فلم أرَ اسبابا موجبة لما حدث ولذلك اعتقد انه يجب ان نتذكر ذلك اليوم وسوداويته ومأسويته ليشكل ذلك رادعا حتى لا يكرره من قام به.
ان وجود الدولة المركزية التي تبسط سلطاتها على الجميع، تشكل الضمانة لعدم تكرار الامر.
• في حال استمرار الوضع على ما هو عليه هل سيتكرر ذلك؟
- ما دام هناك سلاح خارج اطار الدولة يمكن استخدامه مرة اخرى لاكراه هذا الفريق او غيره والسلاح يجر السلاح ويوقع البلاد في الصراعات. وبالتالي يجب ان يربط حزب الله سلاحه بالمنظومة الدفاعية للدولة ما يشكل ضمانة لجميع اللبنانيين.
• ولكن ما مدى مشروعية المخاوف من استخدام حزب الله لسلاحه في الداخل بدلا من ان يبقى موجها نحو اسرائيل؟
- يمكن استخدام الحزب لسلاحه في حرب كبرى مع اسرائيل لسنا مستعدين لها، فانضباط السلاح في اطار الدولة يحصن من الصراعات الداخلية والاعتداءات الخارجية.
• ثمة من يعتقد بان حزب الله يسير وفق اجندة ايرانية، ما هي الدعوة التي توجهها للحزب في هذا الصدد؟
- ان العلاقة الثقافية والدينية مع ايران تقوم بين جميع الشعوب، انما العلاقة السياسية فيجب ان تمر عبر الدولة اللبنانية ومن خلال قنواتها.
ان ما يمثلني عند ايران ليس حزبا او مرجعا او جماعة انما الدولة. فعلاقات الشعوب يمكن ان تحصل عبر الزيارات من خلال الاماكن الدينية والسياحية بينما العلاقة السياسية فيجب دائما ان تكون بين الدول التي تمثل شعوبها.
من هنا فان المطلوب من حزب الله ان يعمل من اجل بناء الدولة اللبنانية وليس من اجل المصلحة الايرانية.
• جرى تعديل القرار الظني في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري وسط اتهام مسؤولين كبار في حزب الله وسورية بالتورط في الجريمة، ماذا لو شمل هذا القرار فعلا مسؤولين من حزب الله؟
- اذا ما صدر القرار الاتهامي فالمطلوب التعامل معه على انه قرار اتهامي ويجب ان يكون الرد عليه من خلال الادوات التي تستخدم لابطاله والتبيان بانه قرار خاطئ لا يستند الى معلومات صحيحة وذلك يتم من خلال تشكيل لجنة من المحامين الدوليين المعروفين بخبرتهم ونزاهتهم لكشف الخطأ.
والقرار في طبيعة الحال ليس اتهاما لطائفة او مذهب بل لافراد وليس جماعات او احزاب، وفي العالم اجمع عندما يتهم فرد فلا يعني ذلك طائفته او بلده او جماعته انما هو الذي يبقى متهما حتى اثبات الادانة او البراءة وبالتالي لا يجوز التعاطي مع القرار على انه ادانة بمجرد صدوره.
• لنعود للحديث عن الوضع الشيعي في لبنان، اين هو السيد علي الامين في هذه المعادلة؟
- ثمة ثنائية شيعية في لبنان احتكرت الرأي وحاولت ان تجعل من الطائفة تابعا لها.
نحن رفضنا مثل هذه الاحادية في الرأي والتوجيه وعبرنا عن رأينا في اصعب الظروف فلا يمكن اختزال الطائفة بحزب او زعيم او حتى اثنين.
نعتقد بوجود غالبية صامتة في الطائفة الشيعية رفضت سياسة الثنائية التي احدثت خللا في علاقات العيش المشترك بين الشيعة وغيرهم اضافة الى احداثها للشكوك في شيعة العالم العربي وكونت شكا وريبة حول انتماء المواطن الشيعي.
ان ما عزز الشك بالانتماء علاقة الدولة التي لم تعترف بوجود رأي اخر بل اعترفت بحزب الله وحركة امل كممثلين وحيدين للشيعة في لبنان اضافة الى تعاطي الدول العربية معهما على هذا الاساس، وكون حزب الله وحركة امل ارتبطا بالمشروع الايراني، فاصبح الشيعة مرتبطين بايران.
نحن خارج الثنائية، كنا ولا نزال من دعاة الدولة التي تشكل مرجعية للجميع والتي يجب الانصياع لها والانخراط في مشروعها.
• بالحديث عن الوضع الطائفي في لبنان ثمة دعوات للثورة من اجل اسقاط النظام الطائفي، ما موقفكم سماحة السيد من هذه الدعوات؟
- هناك تحرك شبابي واع من خلال ادراكه للكثير من الخلل الواقع في النظام السياسي وعلاقات اللبنانيين مع بعضهم وادراكه لضرورة الغاء الطائفية التي اقرت في اتفاق الطائف ولم تطبق.
منذ ان دخل خلافنا مع الثنائي الشيعي الى العلن اكدنا اننا لسنا في صدد انشاء حالة حزبية جديدة، انما نريد نشر شيء من الوعي وتربية الناس على الاعتراض والنقد كون الاراء ليست منزلة من السماء.
الا ان ما حصل معنا في صور عندما اجتاحوا دار الافتاء بالسلاح واظهروا انهم لا يقبلون الرأي الاخر داخل طائفتهم، فكيف يقبلون به من خارج الطائفة كما يزعمون؟
نريد ان نصلح الاوضاع وننشر حالة من الوعي ومن ثم يصبح من شأن المواطنين انشاء حالة اخرى او حزب جديد.
انا كرجل دين مهمتي ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر وقد وجدت اخطارا محدقة بأهلي عبرت عنها وهناك خلل تمارسه الثنائية فوقفت ضدها.
وبرأيي مثلا ليس منطقيا ان يكون وزير الخارجية شيعيا وليس اسلاميا ان نقول هذا للشيعة وذاك للسنة ما يظهرنا مذهبيين.
• في ما يتعلق بالثورات التي تشهدها المنطقة العربية، من الملاحظ ان الموقف من هذه الثورات ليس موحدا لماذا برأيك؟
- هناك بعض الانظمة الايديولوجية المعروفة سواء كان دينيا او فكريا التي تعتبر الخروج على الغير نضالا وجهادا وثورة، بينما الخروج عليهم مروق وخروج وخيانة.
فالذين خرجوا في ايران للمطالبة بالاصلاحات والحريات اعتبروا اعداء للنظام بينما حظيت احداث البحرين بالتأييد وشهدنا سكوتا على ما يجري في سورية.
هذه الانظمة تصف التحركات بأوصاف مختلفة، فتكيل المديح لما يحقق مصالحها وتنتقد ما ضدها ما يعطي صورة عن تعدد المعايير.
من ناحيتي انتقدت موقف بعض المرجعيات الدينية سواء في العراق او ايران والذين اصدروا فتاوى بتحريم التظاهر في بغداد مثلا بينما ايدوا التظاهر في البحرين وسكتوا عن مصر وتونس وهذا ما نعتبره امرا غير صحيح يكشف عدم المواكبة للاحداث بعمق ولا ينظر الى عاقبة الامور.
ففي البحرين مثلا كان يجب الدفع باتجاه الحوار وليس التصادم خصوصا وان دعوة جادة للحوار وجدت وتم رفضها والنتائج آلمتنا جميعا.
• هل من رسالة يمكن توجيهها الى شيعة البحرين؟
- الشيعة في البحرين جزء لا يتجزأ من الشعب لهم مطالبهم المشروعة ويجب ان يعبروا عنها بالوسائل الحضارية والديموقراطية، ولا يجوز ان تصل الامور الى استخدام العنف سواء من المعارضة او الحكومة، بل يجب العودة للحوار والتفاهم وعدم ربط مصير الاوطان بمصير الاحزاب التي تسعى لوجود اصطدام مع الدول.
عليهم ايجاد المعتدلين وجعلهم مرجعياتهم وليس الاراء المتطرفة.
• اذا ما عدنا الى قوى 8 مارس، يأخذ البعض عليها صمتها حيال ما يجري من احتجاجات شعبية في سورية، ما دلالات هذا الصمت ومفاعيله المستقبلية المحتملة؟
- هذا الصمت يعكس عدم وجود موازين ذات مصداقية وبأنهم جماعة لا يرون ما يجري في سورية لانها حليفتهم فهم يرون ما يجري في البحرين لانهم حلفاء المشروع الايراني وهذا يكشف عدم مصداقيتهم وتبعيتهم للانظمة.
• ما موقفكم الشخصي مما يجري في سورية وطريقة تعاطي النظام معها، وهل الحديث عن مؤامرة خارجية حديث ممكن؟
- ثمة احتجاجات شعبية ملموسة نشاهدها ونسمع مطالبها، ونقول بأن الشعب اذا عبر عن مطالبه فعلى الحاكم الاستماع له.
ولا يجوز قمع الشعب وقهره واسكاته بل يجب ان يحاور الحاكم الشعب لان القمع الدموي والامني والحل العسكري يخمد النار ولا يطفئها ما يؤدي الى المزيد من الاحقاد التي تنفجر لاحقا.
• في قراءة سريعة سماحة السيد الى اين تتجه المنطقة العربية برأيك؟
- يمكن للمنطقة العربية ان تتجه الى المزيد من الاصلاحات والحريات والديموقراطيات التي تعود بالخير على الشعوب.
ولتفادي الاخطار والصراعات يمكن الوصول الى اصلاحات دون استخدام وسائل العنف من خلال الحوار بين الحكام والمحكومين او من يمثل الحركات الشعبية ما يؤدي الى حصول اصلاحات دون اطلاق العنان لمزيد من الانقسامات.
فيما أكد المرجع الديني الشيعي السيد علي الأمين ان الممارسات الطويلة أثبتت ان شيعة الكويت شركاء مع اخوانهم في الوطن في الدفاع عنه والولاء له، شدد على «عدم وجود النفس الطائفي في الكويت على مستوى السلطات وادارة البلاد والحكام»، منبها في الوقت نفسه من ان «بعض الاحزاب تريد ربط الشيعة بولاء خارج الوطن ويجب التنبه لهذه الامور. ونصيحتي لهم بالابتعاد عن الجماعات التي تريد ربطهم بمشاريع مستوردة من الخارج».
الأمين الذي رفض ان «تكون علاقة الشيعة مباشرة مع ايران بل يجب ان تكون عبر الدول وليس الاحزاب والجمعيات»، اعتبر ان «النظام السياسي لايران مرتبط بشعبها وليس لها ولاية على الشعوب في الخارج».
ودعا الأمين في حوار مع «الراي» الجالية اللبنانية في الكويت إلى «ألا تنسى لزوم وفائها بالعهود والانصياع للقوانين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وألا تنسى الجميل الذي قدمته الكويت والايادي البيضاء الممدودة للبنان دون تفريق».
وفي الحديث عن الأحداث التي تشهدها المنطقة، قال الأمين ان «بعض الانظمة الايديولوجية المعروفة سواء دينيا او فكريا التي تعتبر الخروج على الغير نضالا وجهادا وثورة بينما الخروج عليهم مروق وخروج وخيانة»، مشيرا إلى ان «الذين خرجوا في ايران للمطالبة بالاصلاحات والحريات اعتبروا اعداء للنظام بينما حظيت احداث البحرين بالتأييد وشهدنا سكوتا على ما يجري في سورية».
ورأى انه «في البحرين مثلا كان يجب الدفع باتجاه الحوار وليس التصادم خصوصا وان دعوة جادة للحوار وجدت وتم رفضها والنتائج آلمتنا جميعا»، مبينا ان «الشيعة في البحرين جزء لا يتجزأ من الشعب لهم مطالبهم المشروعة ويجب ان يعبروا عنها بالوسائل الحضارية والديموقراطية».
واضاف ان «ثمة احتجاجات شعبية ملموسة في سورية نشاهدها ونسمع مطالبها»، مشيرا إلى انه «لا يجوز قمع الشعب وقهره واسكاته بل يجب ان يحاور الحاكم الشعب لان القمع الدموي والامني والحل العسكري يخمد النار ولا يطفئها».
وعلى الصعيد اللبناني، رأى الأمين ان «لا حلول سحرية في لبنان لأن الامر مرتبط بعجز الدولة عن بسط سلطتها على كامل أراضيها»، معتبرا ان «مشكلة تأخر تشكيل الحكومة داخلية كون الفريق الواحد الذي أوصي بتشكيلها تتنازعه الحصص والاحجام».
وفيما اعتبر الأمين ان «7 مايو العام 2008 يوم حزين ومؤلم كان يجب الا يقع بين ابناء الوطن الواحد» - في إشارة إلى المواجهات المسلحة التي اندلعت بين حزب الله وخصومه السياسيين- حذر من انه «ما دام هناك سلاح خارج اطار الدولة يمكن استخدامه مرة اخرى لاكراه هذا الفريق او غيره».
وإذ دعا الأمين إلى «ربط سلاح حزب الله سلاحه بالمنظومة الدفاعية للدولة لتشكيل ضمانة لجميع اللبنانيين»، بين ان «المطلوب من حزب الله ان يعمل من أجل بناء الدولة اللبنانية وليس من اجل المصلحة الايرانية».
وحمل الأمين الدولة اللبنانية وتعاطي الدول العربية مع حزب الله وحركة أمل كممثلين وحيدين للشيعة في لبنان «مسؤولية تعزيز الشك بالانتماء، وكون حزب الله وحركة امل ارتبطا بالمشروع الايراني، فاصبح الشيعة مرتبطين بايران»، مشيرا إلى «وجود غالبية صامتة في الطائفة الشيعية ترفض السياسة التي خلقت الشكوك في انتماء شيعة العالم العربي».
وفي موضوع القرار الظني باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري، رأى الأمين ان «القرار في طبيعة الحال ليس اتهاما لطائفة او مذهب بل لافراد وليس جماعات او احزاب»، داعيا إلى «عدم التعاطي مع القرار على انه ادانة بمجرد صدوره».
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• السيد علي الأمين اهلا بكم في الكويت، بداية لا بد من التساؤل عن اهداف الزيارة وما اذا كانت حققت اهدافها؟
- لا اهداف خاصة وراء الزيارة سوى انها جاءت تلبية لدعوة كريمة استجبنا لها وكانت فرصة للتحدث الى الرأي العام الكويتي عن افكاري وآرائي واشكر وسائل الاعلام التي اتاحت لي فرصة اللقاء بهم.
• بالرغم من الاختلاف الكبير بين الكويت وبعض الدول الاسلامية الاخرى الا ان النفس الطائفي موجود وملاحظ في الحياة العامة الكويتية، ما رسالتكم للكويتيين الشيعة والسنة في آن؟
- من ناحيتي لا الحظ النفس الطائفي موجودت في الكويت على مستوى السلطات وادارة البلاد والحكام، وانما على صعيد بعض الاطر الحزبية الضيقة وبعض وسائل الاعلام التي هي منحازة لهذا الفريق او ذاك والتي تثير بعض الامور الطائفية كما هو الحال في لبنان.
وهذا الحال يمثل الأحزاب التي لا تكون مختزلة لطائفتها خصوصا وان السنة والشيعة مواطنون قبل ان يكونوا طائفيين وولاؤهم لدولهم ومؤسساتها وقوانينها وليس لخارج الحدود. فهذا الامر اثبتته الممارسات الطويلة ليكونوا دائما مع اخوانهم الشركاء في الوطن في الدفاع عنه والولاء له.
الا ان بعض الاحزاب تريد ربط الشيعة بولاء خارج الوطن ويجب التنبه لهذه الامور. ونصيحتي لهم بالابتعاد عن الجماعات التي تريد ربطهم بمشاريع مستوردة من الخارج.
• تشكو بعض الاطراف من محاولات ايرانية لتجنيد شيعة الكويت والخليج عموما من اجل تنفيذ استراتيجية ومصالح طهران، كيف تنظرون الى هذا الامر؟
- لست مع التعميم، والمحاولة لتجنيد بعض الشيعة عبر بعض المنظمات يمكن ان يكون عبر ارتباطات غير خفية مع ايران. الا ان الروابط الشيعية مع ايران في لبنان والخليج والعراق هي روابط تاريخية دينية وثقافية.
ان روابط المذاهب والاديان لا يجوز ان تكون على حساب الاوطان، فولاؤنا لاوطاننا وانظمتها السياسية الموجودة لاننا جزء من هذا الشعب الذي اختار النظام السياسي.
كما ان النظام السياسي لايران مرتبط بشعبها وليس لها ولاية على الشعوب في الخارج. ونرفض ان تكون علاقة الشيعة مباشرة مع ايران انما يجب ان تكون من خلال الدول التي تمثلنا وليس من خلال الاحزاب السياسية والجمعيات.
• ما رسالتكم للبنانيين في الكويت من زاويتين، علاقتها بهذا البلد وانعكاس التطورات في لبنان عليها؟
- الجالية اللبنانية عليها ألا تنسى دائما لزوم وفائها بالعهود والعقود الدولية والتي تقتضي لزوم الانصياع للقوانين المحلية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والا ينسوا الجميل الذي قدمته الكويت اميرا وحكومة وشعبا والايادي البيضاء الممدودة للبنان عموما دون تفريق بين ابنائه.
وصيتنا لهم بالابتعاد في خلافاتهم السياسية عن علاقاتهم الموجودة في الاغتراب وان يكونوا يدا واحدة مع الدولة التي تستضيفهم وان يطبقوا قوانينها المرعية.
• لنتحدث عن الشأن الداخلي اللبناني، كيف تقرأ المشهد اللبناني وفق المعطيات والتطورات السياسية الاخيرة؟
- الوضع في لبنان دائما في حالة من عدم الثبات والاستقرار نتيجة للتجاذبات السياسية الموجود فيه والتي احدثت أخيرا فراغا سياسيا من خلال اسقاط الحكومة السابقة وعدم تمكن الاكثرية الجديدة من ملء الفراغ حتى الان نتيجة الاختلاف على الحصص.
الوضع في حالة جمود وترقب للمرحلة المقبلة، وعموما حتى لو تشكلت الحكومة الجديدة فلا اعتقد ان لديها حلولا سحرية لان الامر مرتبط بضعف الدولة وعجزها عن بسط سلطتها على كامل اراضيها.
• اشرتم الى تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، برأيكم اين تكمن العقدة الحقيقية في هذا الصدد هل هي داخلية ام اقليمية ودولية؟
- اغلب الظن انها تكمن في الشأن الداخلي كون الفريق الواحد الذي اوصي بتشكيل الحكومة تتنازعه الحصص والاحجام، فكل فريق يريد ان يأخذ الحصة الاكبر من طريق الاخرين واصبح هناك شهية كبيرة من اجل المزيد من الحصص وليس تحمل المسؤولية وحل مشاكل الناس وادارة شؤون البلاد.
اصبحنا نشعر بان المناصب مغانم ولم تعد مواقع مسؤولية يؤتمن فيها المسؤول على الشعب والوطن.
• في هذا الصدد تفيد المعطيات بان عقد تشكيل الحكومة الاساسية تتمثل بالخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتيار الوطني الحر برئاسة العماد ميشال عون على وزارة الداخلية فهل يحق لاحد احتكار وزارات معينة؟
- ليس فقط وزارة الداخلية بل هناك خلافات اخرى غير معلنة. فليس العماد عون فقط من يختلف مع رئيس الجمهورية، انما كل فريق يريد ان يختزل الطائفة باسمه فلو تنازل الشيعة عن وزارة الخارجية للعماد عون يمكن ان تحل مشاكل اخرى.
الجميع يريدون حصصا ولو كان الشعور بالمسؤولية كافيا لتنازلوا عن الحصص لتدار شؤون البلاد بالشكل الصحيح.
لا يعني المواطن الانتماء الحزبي اوالسياسي للوزير، انما ان يقوم بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.
• يزعم البعض سماحة السيد انكم تميلون الى قوى الرابع عشر من مارس، كيف تفندون هذا الاتهام؟
- ما يجمعني بـ 14 مارس هو مشروع الدولة فقط، فلا اوافق على سياسات 14 مارس كلها كما لا اختلف مع جميع سياسات 8 مارس.
القاسم المشترك الذي جمعني مع 14 مارس هو المطالبة بدولة المؤسسات والقوانين وهو الامر الذي طالبنا به قبلهم حتى منذ الثمانينات خصوصا بضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب قبل وبعد عام 2000 وما شكل نقطة خلاف مع قوى الامر الواقع في الطائفة الشيعية.
لقد وجدنا شعار الدولة قاسما مشتركا يجمعنا بـ14 مارس لان الدولة يجب ان تبسط سلطاتها على كامل اراضيها وان يحتكم لها الجميع.
• يلومكم الفريق الشيعي الاخر على توجيهكم النقد الى حزب الله خصوصا، اين اخطأ الحزب في الاونة الاخيرة وأين اصاب؟
- قبل حرب يوليو العام 2000 كان هناك شيء من التواصل مع حزب الله الا ان العلاقة انقطعت نهائيا بعد الحرب نتيجة للمواقف الواضحة التي اتخذتها في مسألة ضرورة انضمام الحزب للدولة وانخراط قواه العسكرية فيها والمطالبة بعودة الجيش وبسط سلطة الدولة في الجنوب، اضافة الى رفضي لما حدث في السابع من مايو في بيروت وكل ذلك لم يرق لهم.
كان حزب الله قبل العام 2000 يقوم بدور جهادي مقاوم وحقق انجازات، الا انه بعد ذلك لم يعد من مبرر لبقاء الجنوب خارج الدولة.
• اشرتم الى احداث 7 مايو، هل ترى بأن 7 مايو جديدة يمكن ان تحصل؟
-7 مايو العام 2008 يوم حزين ومؤلم كان يجب الا يقع بين ابناء الوطن الواحد. فلم أرَ اسبابا موجبة لما حدث ولذلك اعتقد انه يجب ان نتذكر ذلك اليوم وسوداويته ومأسويته ليشكل ذلك رادعا حتى لا يكرره من قام به.
ان وجود الدولة المركزية التي تبسط سلطاتها على الجميع، تشكل الضمانة لعدم تكرار الامر.
• في حال استمرار الوضع على ما هو عليه هل سيتكرر ذلك؟
- ما دام هناك سلاح خارج اطار الدولة يمكن استخدامه مرة اخرى لاكراه هذا الفريق او غيره والسلاح يجر السلاح ويوقع البلاد في الصراعات. وبالتالي يجب ان يربط حزب الله سلاحه بالمنظومة الدفاعية للدولة ما يشكل ضمانة لجميع اللبنانيين.
• ولكن ما مدى مشروعية المخاوف من استخدام حزب الله لسلاحه في الداخل بدلا من ان يبقى موجها نحو اسرائيل؟
- يمكن استخدام الحزب لسلاحه في حرب كبرى مع اسرائيل لسنا مستعدين لها، فانضباط السلاح في اطار الدولة يحصن من الصراعات الداخلية والاعتداءات الخارجية.
• ثمة من يعتقد بان حزب الله يسير وفق اجندة ايرانية، ما هي الدعوة التي توجهها للحزب في هذا الصدد؟
- ان العلاقة الثقافية والدينية مع ايران تقوم بين جميع الشعوب، انما العلاقة السياسية فيجب ان تمر عبر الدولة اللبنانية ومن خلال قنواتها.
ان ما يمثلني عند ايران ليس حزبا او مرجعا او جماعة انما الدولة. فعلاقات الشعوب يمكن ان تحصل عبر الزيارات من خلال الاماكن الدينية والسياحية بينما العلاقة السياسية فيجب دائما ان تكون بين الدول التي تمثل شعوبها.
من هنا فان المطلوب من حزب الله ان يعمل من اجل بناء الدولة اللبنانية وليس من اجل المصلحة الايرانية.
• جرى تعديل القرار الظني في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري وسط اتهام مسؤولين كبار في حزب الله وسورية بالتورط في الجريمة، ماذا لو شمل هذا القرار فعلا مسؤولين من حزب الله؟
- اذا ما صدر القرار الاتهامي فالمطلوب التعامل معه على انه قرار اتهامي ويجب ان يكون الرد عليه من خلال الادوات التي تستخدم لابطاله والتبيان بانه قرار خاطئ لا يستند الى معلومات صحيحة وذلك يتم من خلال تشكيل لجنة من المحامين الدوليين المعروفين بخبرتهم ونزاهتهم لكشف الخطأ.
والقرار في طبيعة الحال ليس اتهاما لطائفة او مذهب بل لافراد وليس جماعات او احزاب، وفي العالم اجمع عندما يتهم فرد فلا يعني ذلك طائفته او بلده او جماعته انما هو الذي يبقى متهما حتى اثبات الادانة او البراءة وبالتالي لا يجوز التعاطي مع القرار على انه ادانة بمجرد صدوره.
• لنعود للحديث عن الوضع الشيعي في لبنان، اين هو السيد علي الامين في هذه المعادلة؟
- ثمة ثنائية شيعية في لبنان احتكرت الرأي وحاولت ان تجعل من الطائفة تابعا لها.
نحن رفضنا مثل هذه الاحادية في الرأي والتوجيه وعبرنا عن رأينا في اصعب الظروف فلا يمكن اختزال الطائفة بحزب او زعيم او حتى اثنين.
نعتقد بوجود غالبية صامتة في الطائفة الشيعية رفضت سياسة الثنائية التي احدثت خللا في علاقات العيش المشترك بين الشيعة وغيرهم اضافة الى احداثها للشكوك في شيعة العالم العربي وكونت شكا وريبة حول انتماء المواطن الشيعي.
ان ما عزز الشك بالانتماء علاقة الدولة التي لم تعترف بوجود رأي اخر بل اعترفت بحزب الله وحركة امل كممثلين وحيدين للشيعة في لبنان اضافة الى تعاطي الدول العربية معهما على هذا الاساس، وكون حزب الله وحركة امل ارتبطا بالمشروع الايراني، فاصبح الشيعة مرتبطين بايران.
نحن خارج الثنائية، كنا ولا نزال من دعاة الدولة التي تشكل مرجعية للجميع والتي يجب الانصياع لها والانخراط في مشروعها.
• بالحديث عن الوضع الطائفي في لبنان ثمة دعوات للثورة من اجل اسقاط النظام الطائفي، ما موقفكم سماحة السيد من هذه الدعوات؟
- هناك تحرك شبابي واع من خلال ادراكه للكثير من الخلل الواقع في النظام السياسي وعلاقات اللبنانيين مع بعضهم وادراكه لضرورة الغاء الطائفية التي اقرت في اتفاق الطائف ولم تطبق.
منذ ان دخل خلافنا مع الثنائي الشيعي الى العلن اكدنا اننا لسنا في صدد انشاء حالة حزبية جديدة، انما نريد نشر شيء من الوعي وتربية الناس على الاعتراض والنقد كون الاراء ليست منزلة من السماء.
الا ان ما حصل معنا في صور عندما اجتاحوا دار الافتاء بالسلاح واظهروا انهم لا يقبلون الرأي الاخر داخل طائفتهم، فكيف يقبلون به من خارج الطائفة كما يزعمون؟
نريد ان نصلح الاوضاع وننشر حالة من الوعي ومن ثم يصبح من شأن المواطنين انشاء حالة اخرى او حزب جديد.
انا كرجل دين مهمتي ان آمر بالمعروف وانهي عن المنكر وقد وجدت اخطارا محدقة بأهلي عبرت عنها وهناك خلل تمارسه الثنائية فوقفت ضدها.
وبرأيي مثلا ليس منطقيا ان يكون وزير الخارجية شيعيا وليس اسلاميا ان نقول هذا للشيعة وذاك للسنة ما يظهرنا مذهبيين.
• في ما يتعلق بالثورات التي تشهدها المنطقة العربية، من الملاحظ ان الموقف من هذه الثورات ليس موحدا لماذا برأيك؟
- هناك بعض الانظمة الايديولوجية المعروفة سواء كان دينيا او فكريا التي تعتبر الخروج على الغير نضالا وجهادا وثورة، بينما الخروج عليهم مروق وخروج وخيانة.
فالذين خرجوا في ايران للمطالبة بالاصلاحات والحريات اعتبروا اعداء للنظام بينما حظيت احداث البحرين بالتأييد وشهدنا سكوتا على ما يجري في سورية.
هذه الانظمة تصف التحركات بأوصاف مختلفة، فتكيل المديح لما يحقق مصالحها وتنتقد ما ضدها ما يعطي صورة عن تعدد المعايير.
من ناحيتي انتقدت موقف بعض المرجعيات الدينية سواء في العراق او ايران والذين اصدروا فتاوى بتحريم التظاهر في بغداد مثلا بينما ايدوا التظاهر في البحرين وسكتوا عن مصر وتونس وهذا ما نعتبره امرا غير صحيح يكشف عدم المواكبة للاحداث بعمق ولا ينظر الى عاقبة الامور.
ففي البحرين مثلا كان يجب الدفع باتجاه الحوار وليس التصادم خصوصا وان دعوة جادة للحوار وجدت وتم رفضها والنتائج آلمتنا جميعا.
• هل من رسالة يمكن توجيهها الى شيعة البحرين؟
- الشيعة في البحرين جزء لا يتجزأ من الشعب لهم مطالبهم المشروعة ويجب ان يعبروا عنها بالوسائل الحضارية والديموقراطية، ولا يجوز ان تصل الامور الى استخدام العنف سواء من المعارضة او الحكومة، بل يجب العودة للحوار والتفاهم وعدم ربط مصير الاوطان بمصير الاحزاب التي تسعى لوجود اصطدام مع الدول.
عليهم ايجاد المعتدلين وجعلهم مرجعياتهم وليس الاراء المتطرفة.
• اذا ما عدنا الى قوى 8 مارس، يأخذ البعض عليها صمتها حيال ما يجري من احتجاجات شعبية في سورية، ما دلالات هذا الصمت ومفاعيله المستقبلية المحتملة؟
- هذا الصمت يعكس عدم وجود موازين ذات مصداقية وبأنهم جماعة لا يرون ما يجري في سورية لانها حليفتهم فهم يرون ما يجري في البحرين لانهم حلفاء المشروع الايراني وهذا يكشف عدم مصداقيتهم وتبعيتهم للانظمة.
• ما موقفكم الشخصي مما يجري في سورية وطريقة تعاطي النظام معها، وهل الحديث عن مؤامرة خارجية حديث ممكن؟
- ثمة احتجاجات شعبية ملموسة نشاهدها ونسمع مطالبها، ونقول بأن الشعب اذا عبر عن مطالبه فعلى الحاكم الاستماع له.
ولا يجوز قمع الشعب وقهره واسكاته بل يجب ان يحاور الحاكم الشعب لان القمع الدموي والامني والحل العسكري يخمد النار ولا يطفئها ما يؤدي الى المزيد من الاحقاد التي تنفجر لاحقا.
• في قراءة سريعة سماحة السيد الى اين تتجه المنطقة العربية برأيك؟
- يمكن للمنطقة العربية ان تتجه الى المزيد من الاصلاحات والحريات والديموقراطيات التي تعود بالخير على الشعوب.
ولتفادي الاخطار والصراعات يمكن الوصول الى اصلاحات دون استخدام وسائل العنف من خلال الحوار بين الحكام والمحكومين او من يمثل الحركات الشعبية ما يؤدي الى حصول اصلاحات دون اطلاق العنان لمزيد من الانقسامات.