No Script

واشنطن مستعدة... بشروط لمساعدة أنقرة في حربها ضد الأسد

No Image
تصغير
تكبير

أبدى مسؤولون في الإدارة الأميركية، خلال جلسات خاصة، استعداداً كاملاً لتقديم كل المساعدة العسكرية اللازمة لتركيا في حربها المرتقبة، نهاية فبراير الجاري، في محافظة إدلب السورية، ضد قوات الرئيس بشار الأسد، الذي تؤازره روسيا.
وكشف المسؤولون، أنه في اتصال هاتفي تلقاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، كما في لقاءات الديبلوماسي جيمس جيفري في انقرة، قدّم الأتراك لائحة من المطالب لمساعدات عسكرية، بما في ذلك بطاريتي صواريخ «باتريوت» للدفاع الجوي، وإعادة استئناف مشاركة المعلومات الاستخباراتية حول إمكان انتشار المجموعات العسكرية في الشمال السوري، وطلعات جوية أميركية على الحدود التركية الجنوبية لمراقبة الأوضاع والتحسب لأي هجمات جوية او أرضية قد تشنها قوات الأسد والمجموعات الروسية العاملة معها.
ترامب تفادى تقديم أي تعهدات لأردوغان، لكن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن موافقتهم على تقديم ما يلزم لمساعدة الأتراك عسكرياً... بشروط، يتصدرها تفكيك الأتراك منظومة «اس 400» الروسية للدفاع الجوي، والتي اشترتها انقرة من موسكو، قبل أشهر، بسعر ناهز ملياري دولار، ومن المتوقع أن تعمد أنقرة الى تشغيلها مطلع مايو المقبل.  


 اصرار تركيا على شراء المنظومة الروسية، رغم احتجاجات واشنطن شديدة اللهجة، كان أدى الى تقليص التعاون العسكري، بما في ذلك طرد الأتراك من برنامج انتاج وحيازة مقاتلات «اف 35» الأميركية المتطورة. كما أوقفت واشنطن تزويد وزارة الدفاع التركية بصور جوية عن مناطق انتشار القوات العسكرية المختلفة قرب حدودها الجنوبية.
وعودة تركيا الى الحضن الأميركي لمواجهة الأسد وروسيا شهدت بعض التراجع في المواقف التركية ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك ابداء انقرة تراخياً في حركة المقاتلات الأميركية وطائرات الشحن العسكرية في قاعدة انجرليك الجوية. على أن الولايات المتحدة تتوقع أكثر من ذلك من انقرة لمد يد العون لحملتها العسكرية.  
  وكرر المسؤولون الأتراك أمام نظرائهم الأميركيين أن من واجب أميركا و«حلف شمال الأطلسي» (الناتو) الوقوف الى جانب تركيا في اي مواجهة عسكرية قد تضطرها لمواجهة القوة الجوية الروسية في سورية. إلا ان الأميركيين ردوا بالقول انه اذا كان واجب «الناتو» مساندة تركيا عسكرياً، فمن واجب أنقرة تجاه التحالف الابتعاد عن موسكو وعن السلاح الروسي، وهو ما لم تفعله بعد.
ويكرر المسؤولون الاتراك، في اطلالاتهم الإعلامية، انهم ملتزمون موعد تشغيل «اس 400»، وهو ما يعني ان واشنطن ستتلكأ في تقديم أي مساعدة عسكرية من التي تطلبها أنقرة.
«دخلت القوات التركية، العراق ورفضت المغادرة، وعلى مدى العامين الماضيين، احتلت تركيا مساحات شاسعة من الأراضي السورية، أولا في عفرين، وفي الآونة الأخيرة شرقاً»، يقول الباحث في «أميريكان انتربرايز انستيتيوت» اليميني مايكل روبن، الذي يتابع انه «على عكس ادعاءات الاعلام الحكومي التركي، لم يأمر أردوغان القوات التركية بدخول سورية لمحاربة الإرهاب، فهو لم يتمكن من تقديم أي دليل على أي هجوم إرهابي مفترض انطلاقه من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديموقراطية».
في الحقيقة، يضيف روبن أن «القوات الكردية السورية هي التي قامت فعلياً بتأمين الحدود التركية ومنع الإرهاب».
ويعتبر الباحث ان أردوغان «اراد اجراء تطهير عرقي لمنطقة الأكراد ونهب مواردهم، وبث روح الحماسة الوطنية لدى الأتراك لصرف انتباههم عن الركود الاقتصادي. كما اراد الظهور بمظهر البطل العسكري لترسيخ إرثه واعتبار نفسه القائد الأكثر أهمية منذ مصطفى كمال أتاتورك».
ويتابع: «لقد كانت خدعة مثيرة للسخرية، وليس لدى أردوغان سوى إلقاء اللوم على نفسه لفشلها».
ويختم روبن بأنه يجب أن يكون السعر الديبلوماسي مرتفعاً على أردوغان لاعادة التحالف الأميركي معه... «تركيا هي التي تحتاج أميركا، وليس العكس».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي