نقوشات على قطع خزفية باللغة السريانية عُثر عليها في فيلكا أخيرا تؤكد ذلك
المسيحيون في الكويت... منذ العصر الأموي !
- جوللي بونريك: اكتشاف أثري جديد يثبت وجودهم القديم ومكتوب بالأسود لم نعرف فحواه بعد
عباس زواشي: نخطط لعمل دراسات استقصائية عن تاريخ وآثار الكويت
«الوجود المسيحي في الكويت قديم، ويعود إلى أيام الدولة الأموية أو العباسية، ويؤكد ذلك نقوش على قطع خزفية عثر عليها أخيراً في جزيرة فيلكا» ...هذا ما أفادت به رئيسة البعثة الفرنسية للتنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا الدكتورة جوللي بونريك، التي اعلنت عن اكتشاف أثري جديد في جزيرة فيلكا تم العثور عليه قبل أيام، وهو عبارة عن نقوشات سريانية على قطع خزفية، مشيرة إلى أن «هذه الكتابات السريانية التي تعود إما للعصر الأموي أو العباسي وتعد الأولى من نوعها في الكويت والخليج، وتدل على وجود مسيحيين في الكويت خلال هاتين الحقبتين».
وقالت في تصريح لـ «الراي» إن «وجود مسيحيين في العراق والشام ومصر خلال الحقبتين الأموية والعباسية أمر معروف، لكن الأمر الجديد وجودهم في شبه الجزيرة العربية»، لافتة إلى أن «هذه الكتابات السريانية نُقشت بالأسود ولم أر مثيلتها من قبل». وتابعت «كنا محظوظين، فقد قمنا بالاحتفاظ بكل القطع، وفحصناها كلاً على حدة، وعندما رأيت النقوشات تخيلتها مكتوبة باللغة العربية»، موضحة أنها تستطيع التعرف على الفترة التي كتبت فيها، لكنها لا تستطيع تحديد السنة بشكل دقيق.
وبينت أن «هذا الكشف الذي يؤكد وجود المسيحيين في الكويت والخليج العربي في حقبة ما بعد الإسلام، يدل على التسامح وقبول الآخر»، مردفة بالقول «لا نعرف تفاصيل الكتابة السريانية المنقوشة على القطع الخزفية والمواضيع التي ناقشتها، لكن وجودها في حد ذاته يعني الكثير بالنسبة لنا». وذكرت بونريك، التي تعمل منذ عشر سنوات في مجال الآثار في الكويت والخليج ومتخصصة في مجال الأثار الإسلامية وخصوصا الحقبتين الأموية والعباسية، أن «الكويت كان فيها مسيحيون، وسبق أن تم الإعلان عن كنيسة ودير في جزيرة فيلكا بالإضافة إلى كنيسة أخرى كانت في جزيرة عكاز (التي تقع ضمن ميناء الشويخ)».
وتوجهت بونريك بالشكر للدعم الذي تقدمه الكويت للبعثة الكويتية - الفرنسية للتنقيب عن الآثار، مشيرة في الوقت ذاته أيضاً أن شركة توتال الكويت تقدم أيضاً دعماً لنشاطاتهم الأثرية.
من جانبه، أكد مدير المركز الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية في الكويت عباس زواشي، أهمية التعاون الكويتي - الفرنسي في المجالات الثقافية والتاريخية والأثرية، لافتاً إلى أن «المركز يتبع وزارة الخارجية الفرنسية والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي».
وبين أن «الهدف منه هو دعم الباحثين والطلاب العاملين في منطقة الخليج في مجالات الآثار والتاريخ»، مشيراً إلى أن «المركز بنى علاقات مع كل المؤسسات الكويتية مثل جامعة الكويت، والتعاون مع الجانب الكويتي مهم جداً، إضافة لقيامنا بتنظيم مؤتمرات وندوات ولدينا العديد من الأنشطة، ونخطط لعمل دراسات استقصائية عن تاريخ وآثار الكويت والجزيرة العربية».