No Script

بالقلم والمسطرة

المزرعة الكبرى!

تصغير
تكبير

من المهم الاستفادة من الدروس المرتبطة بالحرب الطاحنة الحالية ضد العدو (الكوروني) المستجد، ومن الضروري اتخاذ القرارات المناسبة والتخطيط للمستقبل، بحيث لا تتكرر الأخطاء في أي تحديات مقبلة لا سمح الله تعالى، فإن مواجهة تلك الأزمات علم في حد ذاته، ومرتبط ببيانات ودراسات وأرقام ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية، ومن المهم ترتيب وتطوير تلك المواجهة.
 وها نحن نعايش حالياً تحدي الأمن الصحي والطبي والجهود الحثيثة لاحتواء تداعيات انتشار هذا الفيروس والتحدي المرتبط باستقرارالأمن الغذائي، بعيداً عن الاستغلال من البعض أو التهويل في الشراء، ويجب في المستقبل أن نعمل حساباً لكل نوع من أنواع الأمن، مثل الأمن المائي، والأمن (السيبراني) والمرتبط بالبيانات والمعلومات المهمة، وغيرهم من النواحي الأخرى من أجل المصالح العليا للبلاد والعباد، فإن تلك المواجهات تحتاج إلى ترتيب وإجراءات عملية وإلى تجاوز البيروقراطية الإدارية (السلحفاتية)، وأن نعمل الخطط ونفعلها بعيداً عن التنظير والأدراج المغلقة، وبعيداً عن الأداء المرتجل في بعض الأحيان عند التعامل مع الأحداث!
وعودة إلى الأمن الغذائي فإن أحد جوانبه الرئيسىية هو الجانب الزراعي وتحدي استمرارية تدفق الخضار والفاكهة من داخل الدولة، والاستيراد من خارجها، وذلك لتوفيرها إلى السوق المحلي وأيضاَ نحن ندرك أن المزارع لدينا لا تستطيع في كثير من الأحيان أن تغطي حاجة السوق، في توفير بعض المنتجات والكثير من الفواكه والخضار تأتي من الخارج، لذا نحتاج النظر إلى أن التخضير والزراعة بشكل كبير هما جزآن مهمان لأمن البلاد، فكيف يكون الحال إذا امتنعت الدول الأخرى عن تزويدنا بالمنتجات الزراعية؟


وهذا من حقها لحماية غذاء بلدانها، لذالك علينا إعادة صياغة طريقة التعامل مع الوضع الزراعي، وأقترح أن الحكومة تقوم بتأسيس منطقة زراعية جديدة كبيرة أو مزرعة كبرى، بحيث تكون ملك الدولة وتحت إدراتها وأشبه ما يكون مثل القطاع النفطي، وتكون ذات ربحية معقولة، بعيداً عن التلاعب بالأسعار والكميات والأهم أن تكون مثل سلة الخضار والفواكه، التي تمد الدولة بالمنتجات، رغم الظروف والأزمات والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والزراعية الموجودة والتكنولوجيا المتقدمة، وتطبيق القاعدة الذهبية وهي (الرجل المناسب أو المرأة المناسبة في المكان المناسب)، وألّا ندخل في الدوامة المنتشرة والمرتبطة بالواسطات والترضيات، والتي تهدم كل عمل رائع، ومن الضروري ألّا تؤثر بشكل سلبي على أصحاب المزارع المنتجين في الوفرة والعبدلي، بحيث يكون هناك خطة عامة، وتنسيق معهم ومع اتحاد المزارعين والجهات الرسمية المختصة، بحيث يكون هناك ربح وفائدة ومصلحة للبلد وللجميع، حتى أن تلك المزرعة العملاقة ستوفر بإذن الله الكثير من فرص العمل لشبابنا، مثل مجال التسويق والإدارة والهندسة الزراعية، بالإضافة إلى الفوائد المناخية والبيئية وزيادة الأكسجين في الجو ويكفي تلوث في بيئتنا.
 والخلاصة فإن زيادة الرقعة الخضراء والمزرعة الكبرى مثلاً، وتشجيع أصحاب المزارع الحاليين والمنتجين ومَنْ يرغب من المواطنين في تأسيس المزارع، وبالطبع سحبها من غير الملتزمين بالإنتاج... فإن ذلك كله له نتائجه الإيجابية على البيئة وعلى الأمن الغذائي، ونكون قد استفدنا فعلياً من أحد دروس (كورونا). والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

ahmed_alsadhan@hotmail.com
@ِAlsadhanKW

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي