التعارف والتعايش... من منظور إنساني
من أعمال الفنان محمد المشموم
تعاليم الله وتوجيهات الرسول الكريم تحدد تعاملات مجتمعات الأمّة الإسلامية مع الناس
يجب أن نسعى للحوار مع الآخرين بما يُحقّق وضوح الرؤية ويجمع الكلمة
يجب أن نسعى للحوار مع الآخرين بما يُحقّق وضوح الرؤية ويجمع الكلمة
نحن مطالبون بالسعي للحوار مع الناس بما يُحقّق وضوح الرؤية ويجمع الكلمة على المبادئ والقيم الربانية الخالدة. كما في قوله تعالى: «قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ» (آل عمران/ 64).
وجاءت الآية الكريمة لتقرِّر مبادئ إسلامية في علاقات المسلمين بغيرهم: «مبدأ الاعتراف بالآخرين، مبدأ الحوار وأهمّيته، مبدأ استشراف المستقبل في ظلِّ علاقاتٍ إنسانيةٍ سامية». إنّ الإسلام الذي نعتقده ونفهمه وفق النصوص الثابتة القاطعة من القرآن والسنة النبوية المطهّرة، هو دين الله تعالى الذي أرسل به الرسل جميعاً، منذ أبينا آدم (ع) وحتى سيدنا محمّد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وفق مسمّياتٍ ومعانٍ تناسب الزمان والمكان لكلّ قومٍ على حسب مقتضى حالهم وحياتهم التي كانوا يعيشون، وأنّ سيدنا محمد (ص) بُعِث لتختم به دعوة الله تعالى ورسالاته، ولتكتمل بما جاء به دعوة الأنبياء والرسل من قبله، في ظروفٍ من الزمان والمكان تحقّق للناس بها من أسباب التعارف والتعايش، ما يصلح معها مخاطبتهم جميعاً بتمام ما أراد لهم ربهم وخالقهم من مبادئ وقيم ومنطلقات، تستقيم معها حياتهم، ويتحقّق لهم بها الخير كلّ الخير، وهذا واضحٌ في قوله تعالى: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (البقرة/ 136).
الأُمّة الإسلامية تحكم علاقاتها وتحاوراتها مع الآخرين قاعدةٌ أساسٍ تقوم على أساس صحّة كلّ علاقة، وسلامة كلّ حوار. إنّ مبدأ المسلمين وهم يعرضون مبادئ وتعاليم الإسلام على الناس تحكمه قيمٌ وآدابٌ لا ينبغي للمسلمين تجاوزها ومخالفتها ولا يصحُّ معها تجريح وسباب معتقدات الآخرين، وهذا صريحٌ في قوله تعالى: «وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ» (الأنعام/ 108). والمجتمعات الإسلامية وفق تعاليم الإسلام وقيمه، مأمورةٌ بالتزام العدل وإنصاف الناس مع وجود الاختلاف في العقيدة وقيام الخصومة والشحناء معهم؛ حيث يأمر الله سبحانه وتعالى بقوله: «وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» (المائدة/ 8).
إنّ منهج القرآن يُعلّم المسلمين ويؤكّد عليهم: أنّ البشرية مدعوّةٌ بأمر ربها للتعارف والتعايش وفق القيم والمعايير الربانية على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم وألوانهم، وأنّ إتيان الحقّ ومجانبة الباطل هو أساس التنافس بينهم، وهو أساس معيار القرب والبعد من تقوى الله ومرضاته، وهذا في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13).
مجتمعات الأُمّة الإسلامية يحددها - وهي تتعامل مع غيرها من الناس - تعاليم الله وتوجيهات الرسول (ص)، التي تطالبها وتؤكّد عليها السعي في تحقيق مصالح العباد، وجلب النفع العام لهم، وأنّ ذلك السعي الصادق هو السبيل لنيل محبّة الله تعالى والفوز بمرضاته؛ حيث جاء في الأثر: «الخلق عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله». إنّ الإسلام يؤكّد: أنّ أساس دين الله تعالى يقوم على إقامة العدل بين الناس، وشيوع قيم الإحسان بينهم، والعمل على مكافحة الفحشاء والمنكر، ومحاربة البغي في حياتهم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل/ 90).
إنّ مبادئ الإسلام وقيمه تعلّم المسلمين وتؤكّد عليهم ألّا يبخسوا الناس أشياءهم، وألّا يحتقروا كدحهم وجهدهم في كلِّ عملٍ بنّاء، يُحقِّق الإعمار والإبداع الحضاري. وتُلزم تعاليم الإسلام المسلمين احترام وتقدير كلّ عطاء خيرٍ في ميادين القيم والسلوكيات، وفي ميادين الماديات والوسائل والمهارات، يلتقي ذلك مع قيم وتوجيهات منهج الاستخلاف الرباني في عمارة الأرض، بل إنّ القرآن الكريم يعتبر احتقار سعي الناس وبخس مشيهم الإيجابي الفعّال المثمر في الأرض من العبث والإفساد، الذي يمقته الإسلام، ونهى عنه، وهذا في قوله تعالى: «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ» (هود/ 85).
إنّ الإسلام مثلما وضع ثوابت ومنطلقات، وقدّم قيماً ومبادئ كلِّيّةً لضبط أدبيات ومقوّمات التعايش البشري والتعارف الإنساني، فإنّه - أيضاً - وضع ثوابت ومنطلقات وقدّم قواعد وأُسساً لضبط حركة مصالح الناس، وقدّم قيماً وأدبيات لإحكام سيولة تبادل المنافع بين المجتمعات في إطار التعايش والتعارف بينهم. وبعد، فإنّ المسلمين وفق هذا المنهج الرباني العادل، وموروثه القيمي والتشريعي، وفي ضوء قدراتهم المادية والسياسية، ليجدون أنفسهم مؤهّلين كلّ التأهيل لأداء مهمّتهم ومساهمتهم الإيجابية الفعّالة في معترك التدافع الإنساني البشري؛ لإقامة نظامٍ عالميٍّ عادل، يُنهي حالة القلق والذُّعر التي تحيق بالناس، ويصرف أسباب الفساد عن الأرض، ويضع حدّاً لتدهور العلاقات الدولية في أكثر من موقع. ويزيل عوامل الاضطراب والجشع والاصطراع السياسي والاقتصادي بين الأُمم. ويضبط حركة التدافع الإنساني، ويُقيم موازين القسط للتعايش والتعاون البشري. ويرتقي بمنهج التبادل والتكامل الثقافي، بما يحقّق للناس تطلعاتهم لحياةٍ إنسانية آمنة مطمئنّة تنعم بالأمن والاستقرار والعدل والسلام.
وجاءت الآية الكريمة لتقرِّر مبادئ إسلامية في علاقات المسلمين بغيرهم: «مبدأ الاعتراف بالآخرين، مبدأ الحوار وأهمّيته، مبدأ استشراف المستقبل في ظلِّ علاقاتٍ إنسانيةٍ سامية». إنّ الإسلام الذي نعتقده ونفهمه وفق النصوص الثابتة القاطعة من القرآن والسنة النبوية المطهّرة، هو دين الله تعالى الذي أرسل به الرسل جميعاً، منذ أبينا آدم (ع) وحتى سيدنا محمّد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وفق مسمّياتٍ ومعانٍ تناسب الزمان والمكان لكلّ قومٍ على حسب مقتضى حالهم وحياتهم التي كانوا يعيشون، وأنّ سيدنا محمد (ص) بُعِث لتختم به دعوة الله تعالى ورسالاته، ولتكتمل بما جاء به دعوة الأنبياء والرسل من قبله، في ظروفٍ من الزمان والمكان تحقّق للناس بها من أسباب التعارف والتعايش، ما يصلح معها مخاطبتهم جميعاً بتمام ما أراد لهم ربهم وخالقهم من مبادئ وقيم ومنطلقات، تستقيم معها حياتهم، ويتحقّق لهم بها الخير كلّ الخير، وهذا واضحٌ في قوله تعالى: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (البقرة/ 136).
الأُمّة الإسلامية تحكم علاقاتها وتحاوراتها مع الآخرين قاعدةٌ أساسٍ تقوم على أساس صحّة كلّ علاقة، وسلامة كلّ حوار. إنّ مبدأ المسلمين وهم يعرضون مبادئ وتعاليم الإسلام على الناس تحكمه قيمٌ وآدابٌ لا ينبغي للمسلمين تجاوزها ومخالفتها ولا يصحُّ معها تجريح وسباب معتقدات الآخرين، وهذا صريحٌ في قوله تعالى: «وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ» (الأنعام/ 108). والمجتمعات الإسلامية وفق تعاليم الإسلام وقيمه، مأمورةٌ بالتزام العدل وإنصاف الناس مع وجود الاختلاف في العقيدة وقيام الخصومة والشحناء معهم؛ حيث يأمر الله سبحانه وتعالى بقوله: «وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» (المائدة/ 8).
إنّ منهج القرآن يُعلّم المسلمين ويؤكّد عليهم: أنّ البشرية مدعوّةٌ بأمر ربها للتعارف والتعايش وفق القيم والمعايير الربانية على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم وألوانهم، وأنّ إتيان الحقّ ومجانبة الباطل هو أساس التنافس بينهم، وهو أساس معيار القرب والبعد من تقوى الله ومرضاته، وهذا في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ 13).
مجتمعات الأُمّة الإسلامية يحددها - وهي تتعامل مع غيرها من الناس - تعاليم الله وتوجيهات الرسول (ص)، التي تطالبها وتؤكّد عليها السعي في تحقيق مصالح العباد، وجلب النفع العام لهم، وأنّ ذلك السعي الصادق هو السبيل لنيل محبّة الله تعالى والفوز بمرضاته؛ حيث جاء في الأثر: «الخلق عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله». إنّ الإسلام يؤكّد: أنّ أساس دين الله تعالى يقوم على إقامة العدل بين الناس، وشيوع قيم الإحسان بينهم، والعمل على مكافحة الفحشاء والمنكر، ومحاربة البغي في حياتهم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل/ 90).
إنّ مبادئ الإسلام وقيمه تعلّم المسلمين وتؤكّد عليهم ألّا يبخسوا الناس أشياءهم، وألّا يحتقروا كدحهم وجهدهم في كلِّ عملٍ بنّاء، يُحقِّق الإعمار والإبداع الحضاري. وتُلزم تعاليم الإسلام المسلمين احترام وتقدير كلّ عطاء خيرٍ في ميادين القيم والسلوكيات، وفي ميادين الماديات والوسائل والمهارات، يلتقي ذلك مع قيم وتوجيهات منهج الاستخلاف الرباني في عمارة الأرض، بل إنّ القرآن الكريم يعتبر احتقار سعي الناس وبخس مشيهم الإيجابي الفعّال المثمر في الأرض من العبث والإفساد، الذي يمقته الإسلام، ونهى عنه، وهذا في قوله تعالى: «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ» (هود/ 85).
إنّ الإسلام مثلما وضع ثوابت ومنطلقات، وقدّم قيماً ومبادئ كلِّيّةً لضبط أدبيات ومقوّمات التعايش البشري والتعارف الإنساني، فإنّه - أيضاً - وضع ثوابت ومنطلقات وقدّم قواعد وأُسساً لضبط حركة مصالح الناس، وقدّم قيماً وأدبيات لإحكام سيولة تبادل المنافع بين المجتمعات في إطار التعايش والتعارف بينهم. وبعد، فإنّ المسلمين وفق هذا المنهج الرباني العادل، وموروثه القيمي والتشريعي، وفي ضوء قدراتهم المادية والسياسية، ليجدون أنفسهم مؤهّلين كلّ التأهيل لأداء مهمّتهم ومساهمتهم الإيجابية الفعّالة في معترك التدافع الإنساني البشري؛ لإقامة نظامٍ عالميٍّ عادل، يُنهي حالة القلق والذُّعر التي تحيق بالناس، ويصرف أسباب الفساد عن الأرض، ويضع حدّاً لتدهور العلاقات الدولية في أكثر من موقع. ويزيل عوامل الاضطراب والجشع والاصطراع السياسي والاقتصادي بين الأُمم. ويضبط حركة التدافع الإنساني، ويُقيم موازين القسط للتعايش والتعاون البشري. ويرتقي بمنهج التبادل والتكامل الثقافي، بما يحقّق للناس تطلعاتهم لحياةٍ إنسانية آمنة مطمئنّة تنعم بالأمن والاستقرار والعدل والسلام.