No Script

دوري أبطال أوروبا... خيانة «منطق الأمور»

No Image
تصغير
تكبير
  • يبدو توتنهام أشبه  بـ«الجندي المتعب العائد  من جبهة المعركة غير مدرك مصيره من الحرب الكبرى» 

شهدت جولة الذهاب من الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم نجاحاً منقطع النظير لألمانيا حيث حققت أنديتها الثلاثة انتصارات بيّنة، اثنان منها خارج الديار، بينما عانت الفرق الإنكليزية وتعرض ثلاثة منها للخسارة مقابل فوز واحد.
إسبانيا عاشت «توازن نتائج» بفوز وتعادل وخسارتين، كفرنسا التي فازت بمباراة وخسرت أخرى.
اللافت على المستوى الإيطالي أن «الرافعة» كانت أتالانتا المتواضع الذي حقق انتصاراً حاسماً مقابل تعادل وخسارة.


جولة الذهاب عاشت تسجيل 19 هدفاً في ثماني مباريات بمعدل 2.3 هدف في المباراة الواحدة.
الأداء الأفضل و«الأمثل» قدّمه بايرن ميونيخ الألماني، يأتي بعده مواطنه لايبزيغ ومانشستر سيتي الإنكليزي وأتالانتا.
بدأت الجولة بانتصار مهم لأتلتيكو مدريد الإسباني على ليفربول الإنكليزي، حامل اللقب، في مباراة أجمع الخبراء على أنها شهدت تفوق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني على نظيره الألماني يورغن كلوب الذي عجز رجاله عن فرض أسلوبهم أمام دفاع متراصّ لطالما عرف به «روخيبلانكوس».
مباراة الإياب في «أنفيلد» تعد بالكثير، بيد أن الكفة ما زالت متعادلة وإن كان ليفربول مؤهلا لقلب طاولة التأخر بهدف في «واندا ميتروبوليتانو» على خلفية «المجزرة» التي أفضت، في الموسم الماضي، إلى إقصاء برشلونة من الدور نصف النهائي على الملعب نفسه برباعية نظيفة إثر التأخر ذهاباً بثلاثية في «كامب نو».
وعلى الرغم من أن ليفربول لن يفرّط بالتأهل، فإن واقع حسمه لقب الدوري الممتاز منطقياً قد يحول دون أن يرتقي لاعبوه الى المستوى الأقصى قارياً، في مواجهة فريق فشل في الدوري وخرج من الكأس وبات دوري أبطال أوروبا يشكل خشبة خلاص بالنسبة له.
وقد يدفع بوروسيا الألماني غالياً ثمن الهدف الذي ولج شباكه في الذهاب على ملعبه «سيغنال إيدونا بارك» على الرغم من فوزه 2-1 على باريس سان جرمان الفرنسي الذي يتسلح إياباً بالأرض والجمهور أملاً في بلوغ ربع النهائي، والذهاب أبعد منه حتى، وصولاً إلى المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخه، والأولى تحت «القيادة القطرية».
فارق الهدف ليس بالمسألة الشائكة بالنسبة الى لاعبي المدرب الالماني توماس توخيل في ظل الحضور الهجومي الفتاك المتمثل في البرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروغوياني أدينسون كافاني والفرنسي كيليان مبابي والأرجنتينيين ماورو إيكاردي وأنخل دي ماريا، بيد أن شباك «سان جرمان» اهتزت كثيراً في الآونة الأخيرة محلياً، وهو ما قد يستغله «دورتموند» الذي بات يمتلك «سمّاً» قاتلاً يتمثل بالنروجي إرلينغ هالاند، صاحب هدفي الفريق ذهاباً.
يدرك «سان جرمان» تماماً بأن أي هدف يلج مرمى الحارس الكوستاريكي كايلور نافاس سيكلف كثيراً، وعليه فإن حظوظ التأهل تبقى متوازنة بين الجانبين، وإن كان الفريق الفرنسي الذي لم يسبق له التتويج باللقب القاري، يحظى بأفضلية نسبية.
ويبدو غريباً رؤية أتالانتا في ربع النهائي، غير أن ذلك بات شبه واقع، بعد نجاح الفريق الإيطالي في سحق فالنسيا الإسباني، وصيف البطل في 2000 و2001، بنتيجة 4-1 على استاد «سان سيرو» في ميلانو ذهاباً.
«كتيبة المدرب جيانبييرو غاسبريني» تلعب من دون ضغوطات وبأسماء متواضعة، مع العلم أن الفريق بدأ المباراة أمام «الخفافيش» بلاعبين إيطاليين فقط هما الحارس بييرلويجي غوليني والمدافع ماتيا كالدارا.
سيحتاج فالنسيا إلى شبه معجزة للعودة في «ميستايا»، ونتائجه المحلية لا تمنحه إلا بصيص أمل خافت لتحقيق العودة المرتجاة.
لايبزيغ الألماني فاز خارج ملعبه على توتنهام هوتسبير الإنكليزي بهدف، والأهم أنه أقنع، حتى بدا للبعض وكأنه يلعب على ملعبه «ريد بول أرينا لايبزيغ».
فريق منظم للغاية يقوده مدرب شاب يدعى يوليان ناغلسمان (32 عاما)، ينافس بجدية على لقب الـ«بوندسليغا» ويشهد مستوى مهاجمه تيمو فيرنر بريقاً لافتاً.
مدرب توتنهام، البرتغالي جوزيه مورينيو، خسر اثنين من أبرز لاعبيه، الإنكليزي هاري كاين والكوري الجنوبي سون هيونغ مين، وبات يخوض مبارياته «بلا أنياب».أمام كل هذه المعطيات، يبدو توتنهام أشبه بـ«الجندي المتعب العائد من جبهة المعركة غير مدرك مصيره من الحرب الكبرى».
صحيح أن «ذا سبيشال ون» رفض «رمي المنديل»، مؤكداً القدرة على التعويض إياباً، غير أن المؤشرات المنطقية ترجح تأهل لايبزيغ.
التفوق الألماني على الفرق الإنكليزية امتد ليشمل الفوز الكبير الذي حققه بايرن ميونيخ المتوَّج خمس مرات باللقب، على تشلسي في «ستامفورد بريدج» بثلاثية نظيفة قضت على أي أمل لـ«كتيبة فرانك لامبارد» بالعودة.
اللافت أنّ «بايرن» حقق أول فوز ألماني على تشلسي في ملعبه بعدما استعصى ذلك في 10 زيارات سابقة لفرق ألمانية.
لا شك في أنّ الـ«بلوز» عانى من الإصابات وتحديداً الفرنسي نغولو كانتي، بالإضافة إلى حرمانه من إبرام صفقات في المرحلة السابقة، غير أن فداحة الخسارة هي ما يسأل عنها تشلسي الذي بدا تائهاً وغير قادر على فرض هوية يواجه بها أفضل فريق في جولة الذهاب: بايرن ميونيخ الذي برز فيه الليبيري الأصل، الكندي الجنسية ألفونسو ديفيز (19 عاماً)، علماً أن الأخير فرض نفسه أحد أفضل اللاعبين في مركزه (ظهير أيسر) مع العلم أنه جاء إلى «بايرن» كجناح قبل أن يجري تحويله الى مركزه الحالي الذي برز فيه بشكل «لا يصدق».
ويملك برشلونة الإسباني أفضلية التأهل على نابولي الإيطالي بعدما عاد إلى كاتالونيا بتعادل إيجابي 1-1.
اللافت أنّ «بارسا» لم يقدّم ما يجعل منه مرشحاً لانتزاع اللقب، واكتفى قائده الأرجنتيني ليونيل ميسي بمحاولات خجولة في استاد سان باولو الذي شهد سنوات تألق مواطنه دييغو مارادونا مع نابولي.
المدرب الجديد كيكي سيتيين لم يقم بـ«شيء مختلف» حتى الساعة. فإمّا أنه لا يحمل جديداً يقدمه، أم أن الأجواء «المكهربة» في النادي هي ما ينعكس في الأداء.
وضعُ الفرنسي أنطوان غريزمان، مشاكل الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو، ومعاناة ميسي. كلها أسباب قد تؤثر بالسلب على برشلونة، لكن ليس إلى درجة إقصائه من ثمن النهائي.
يبقى القول بأن على مدرب نابولي، جينارو غاتوزو، أن يلعب إياباً بتوازن ما بين ضرورة المخاطرة لتسجيل هدف وبين ضرورة التحفظ دفاعياً.
ولا خلاف على أن مهمة شاقة تنتظر يوفنتوس إياباً بعد تأخره بهدف لوكا توزار أمام ليون الذي حقق بالمناسبة فوزه الأول على بطل الدوري الإيطالي في الأعوام الثمانية الأخيرة والمتوج بلقب المسابقة القارية مرتين.
فرض ليون أفضليته في الشوط الأول وترجمها إلى هدف، فيما تفوق يوفنتوس في الثاني دون ان ينجح نجمه وهداف المسابقة البرتغالي كريستيانو رونالدو في إدراك التعادل.
المدافع ليوناردو بونوتشي قال: «كانوا الافضل في كل شيء خلال الشوط الاول. لا اعرف لماذا. كانت مقاربتنا خاطئة، شعرت بذلك قبل ضربة البداية. كنا بعيدين عن بعض في الشوط الاول، وسهّلنا الامور على ليون. يجب أن نعمل كثيرا لاننا لا نتحمل مباراة مماثلة في تورينو».
المباراة أمام ليون، سابع الدوري الفرنسي، كشفت بأن فريق «السيدة العجوز» ليس جاهزاً حتى الساعة لولوج النقطة الأعلى من منصة التتويج الأوروبية على الرغم من صفوفه المتخمة بالنجوم.
على إدارة النادي التعاقد مستقبلاً مع لاعب وسط خلّاق وهداف من الطراز الرفيع والتوقف عن الاعتماد على رونالدو لحل المشاكل، وهو ما صرح به المدرب ماوريسيو سارّي قبل فترة: «مشكلتنا الكبرى هي أن رونالدو هو من يقوم دوماً بحل مشاكلنا».
يعاني يوفنتوس على مستوى الدوري من ضغوطات لاتسيو وإنتر ميلان، وربما اعتبر نفسه محظوظاً في القرعة التي أوقعته مع ليون، غير أن جولة الذهاب كشفت عيوباً كثيرة لا شك في أنّ مَن هم أكبر من ليون، سيستغلونها في حال كُتب لـ«السيدة العجوز» المضي قدماً في البطولة الأوروبية.
مدرب ليون الحالي وروما الإيطالي السابق، رودي غارسيا، درس يوفنتوس جيداً وانتزع فوزاً قد لا يكفيه إياباً إنما كوفئ به على العمل الكبير، ذهاباً.
من جانبه، غامر مدرب مانشستر سيتي الانكليزي، الإسباني جوسيب غوارديولا، وأربك دفاعات ريال مدريد الاسباني ليسقطه في عقر داره 2-1، ويرد على استبعاده المحتمل لسنتين عن البطولات القارية من قبل الاتحاد الاوروبي للعبة، بسبب خرقه قواعد اللعب المالي النظيف، علماً أنه استأنف القرار لدى محكمة التحكيم الرياضية.
ورغم تخلفه بهدف «ايسكو» قبل نصف ساعة على النهاية، حافظ «سيتي» على رباطة جأشه وسجل ثنائية في غضون 5 دقائق عبر البرازيلي غابريال جيزوس (78) والبلجيكي كيفن دي بروين (83 من ركلة جزاء)، وكان قادرا على تعزيزها لو استفاد من طرد قلب دفاع «الملكي» سيرخيو راموس (86).
كما حفظ «سيتي» ماء وجه الاندية الانكليزية التي عانت ثلاث خسارات في ذهاب ثمن النهائي.
وهذا أول فوز لمانشستر سيتي رسمياً على ريال مدريد، وكانت أبرز مواجهاتهما في نصف نهائي نسخة 2016، عندما ودع الفريق الإنكليزي المنافسات، محققاً افضل نتيجة له في تاريخ المسابقة.
ودفع غوراديولا بتشكيلة صادمة، استبعد فيها هدافه الارجنتيني سيرخيو أغويرو، المهاجم رحيم سترلينغ والمدافع البرازيلي فرناندينيو.
ورأى أن سترلينغ لم يستعد بعد لياقته، على غرار فرناندينيو، فيما اعتبر الزج بالبرازيلي غابريال جيزوس بدلا من أغويرو شأناً تكتيكياً.
لكن مفاجأته تواصلت بالرسم الفني، عندما وقف جيزوس على الرواق الايسر، فيما بقي البرتغالي برناردو سيلفا لوحده في المقدمة أمام دي بروين.
وعن إبداعه التكتيكي، قال غوارديولا: «الأهم أننا فزنا وكيف لعبنا. هذا الجزء الأول وليست ثلاث نقاط. نجحنا بالتسجيل خارج ملعبنا خلافاً لآخر مباراتين، وهذه نتيجة جيدة».
الفوز على «ريال» في «سانتياغو برنابيو» يضع «سيتي» منطقياً في ربع نهائي البطولة التي لم يتوّج بها «بيب» منذ 2011 مع برشلونة.
لا شك في أن غوارديولا يحتاج إلى انتزاع هذه الكأس بعدما تنازل منطقياً عن لقب الـ«بريمير ليغ» لصالح ليفربول.
في المقابل، استمر ريال مدريد في الخط التنازلي على صعيد النتائج، فبعد التعادل مع سلتا فيغو والخسارة امام ليفانتي والتنازل بالتالي عن صدارة «لا ليغا»، ها هو يضع قدماً خارج دوري الأبطال.
مباراة الـ»كلاسيكو» أمام برشلونة في «سانتياغو برنابيو»، في الأول من مارس، ستكون «مفصلية» لما تبقى من منافسات في الموسم الراهن.
يبدو أن رحيل رونالدو ما زال يلقي بظلاله على «الملكي»، وما الفوز بالكأس السوبر الإسبانية إلا محطة نجاح عابرة... حتى إثبات العكس.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي