No Script

يستضيفها مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي

«الثمن»... لوحة إنسانية معاصرة يرسمها السريع والحشاش

تصغير
تكبير

السريع:  أهمية المسرحية  في أن موضوعها  لا يقتصر على زمان  أو مكان

الحشاش:  وجبة ثقافية أدبية فنية فيها رسالة موجهة للجمهور


على طريقة المسرح الحي الذي يعالج القضايا المهمة والملحة لدى الإنسان، يعود الكاتب الكبير عبدالعزيز السريع ليعرض مسرحية «الثمن»، إحدى روائع الأديب الأميركي آرثر ميلر، على مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ويسند إخراجها هذه المرة إلى المخرج الشاب يوسف الحشاش.
بقالب فني وأدبي وثقافي وكوميدي، تحمل مسرحية «الثمن» رسالة إنسانية اجتماعية معاصرة للمجتمع الكويتي، حيث تخاطب هموم المواطن وقضاياه وعلاقاته الاجتماعية المعقدة.
يرى الكاتب السريع أن أهمية مسرحية «الثمن» تأتي من كون موضوعها لا يقتصر على زمان أو مكان محددين، ويعتبر حضورها فرصة لمن يحب المسرح النوعي الذي يخاطب عقل و وجدان الإنسان، عدا عن كونها تسلط الضوء على صراع الإنسان مع نفسه وغيره وصراعه مع البيئة المحيطة به والغيبيات.


عن سبب اختيار السريع مسرحية الثمن لتكون ضمن أعماله العديدة، سواء التي قام بإعدادها أو كتابتها، يقول السريع إن المسرح الاجتماعي الذي يبحث هموم المجتمع يروق له. ويضيف أن لدى آرثر ميلر- الذي يعتبره ملك المسرح الاجتماعي- مسرحيات منها «بعد السقوط» و«كلهم أبنائي» و«موت بائع متجول»، لكنه اختار «الثمن» لأنها الأقرب لمعالجة قضايا تهم المجتمع في الكويت بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام.
ويرى أن المسرحية تتحدث عن البون الشاسع بين الطبقات محدودة الدخل والطبقات الثرية وطغيان المادة على حياة الإنسان، وهو ما يجعل موضوعها حياً وقابلاً لأن يكون عملاً مسرحياً يرضي شريحة كبيرة من الناس.
وحول المواضيع التي تدور حولها المسرحية، يقول السريع إنها مسرحية تعالج هموم الإنسان والمواطن وتناقش فكرة مألوفة، كيف يتم استغلال الإنسان الضعيف، وكيف يزداد الغني ثراء، بالإضافة إلى أنها تتطرق إلى الاحتكار وسيطرة رؤوس الأموال على مفاصل الحياة، وكيف يجر الاستهلاك الإنسان البسيط محدود الدخل أو العامل. من زاوية أخرى، يرى السريع أن مسرحية «الثمن» موجهة بشكل خاص إلى الأجيال الشابة أكثر مما هي موجهة إلى الأجيال السابقة.
حول أهمية مسرحية «الثمن»، يؤكد السريع أنها مهمة للغاية، ولولا أهميتها، لما قدمها في المهرجان الأول التابع لمجلس دول مجلس التعاون الذي أقيم في الكويت عام 1988 بإخراج المرحوم فؤاد الشطي.
وأضاف أن في رصيده العديد من المسرحيات التي تلامس عواطف الناس وتقترب منهم كثيراً وتعالج هموم المواطن وتكشف حياته، مثل «ضاع الديك»، و«1، 2، 3، 4 بم»، و«بحمدون المحطة»، و«الجوع»، و«الأسرة الضائعة»، و«الدرجة الرابعة».

وجبة ثقافية
من جانبه، يرى مخرج مسرحية «الثمن»، يوسف الحشاش أن مهمة المخرج تكمن في التعامل مع النصوص كافة وتطويرها أو إسقاطها على المجتمع الذي يعنيه، حتى تلامس الجمهور في البيئة المعنية، وسواء كان النص رواية أو مسرحية أوروبية/ أميركية أو أياً كان، من واجب المخرج تبسيطها وتقريبها، بحيث تكون وجبة ثقافية أدبية فنية فيها رسالة موجهة للجمهور.
ويقول الحشاش إن مسرحية «الثمن» للكاتب الكبير آرثر ميلر وإعداد الأستاذ عبدالعزيز السريع، يجب تطويعها بحيث تكون عرضاً مسرحياً يمس الجمهور الكويتي والعربي، ويعرض كل ما تقدمه من رسائل للمجتمع.
وعن نص المسرحية، يضيف أنه يتحدث عن قضية إنسانية يصلح تقديمها في كل مكان وزمان، لأنها تتعلق بمشاكل وقضايا تهم الإنسان نفسه، والإنسان بطبيعته قضاياه تتشابه مع بعضها.
ورغم طابعها الاجتماعي الذي قد يترك لدى الجمهور انطباعاً فكرياً بادئ الأمر، إلا أن الحشاش يعتقد أن «الثمن» تحقق المعادلة الصعبة بين الأداء المسرحي العميق والمقنع، والحدث والقصة المسترسلة طول فترة عرضها، واحتوائها على جرعة كبيرة من الكوميديا والمفاجآت وغيرها من المشاهد الطريفة.
وحول فريق عمل مسرحية «الثمن»، يقول الحشاش إنه «مميز وصعب تجميعه في عمل واحد ابتداءً من الأستاذ الكبير عبدالله السدحان، الذي يقوم بدور الدلال، وناصر كرماني الممثل المتمكن صاحب الباع الطويل في المسرح، وشهاب جوهر الممثل الجاد صاحب الكاريزما، ووصولاً إلى الفنانة فاطمة الطباخ التي عملت في المسرح الأكاديمي والتلفزيون، وعلى رأس هؤلاء يأتي الأستاذ عبدالعزيز السريع، الإنسان النادر في هذا الزمن».
تجدر الإشارة إلى أن مسرحية «الثمن» سيتم عرضها على مدار 4 أيام من 23 إلى 26 يناير، ولمزيد من المعلومات عن المسرحية والحجز، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي www.jack-kw.com، ومتابعة حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي @jacc_kw على «إنستغرام» و«تويتر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي