No Script

واشنطن واثقة أنه يريد «أكثر من وثيقة من ورق»... وتُفكّر في «النموذج الليبي»

كيم جونغ أون: عندما تتحدث أميركا معي ستُدرك أنني لستُ شخصاً قد يُطلق سلاحاً نووياً عليها

No Image
تصغير
تكبير

واشنطن، سيول - وكالات - تحدث وزير الخارجية الاميركي الجديد مايك بومبيو عن «فرصة حقيقية» لاحراز تقدم في ملف كوريا الشمالية بعد لقائه كيم جونغ أون على انفراد، مؤكداً أن حلاً مع كوريا الشمالية يجب أن يمر عبر القنوات الديبلوماسية.
وقال بومبيو في مقابلة مع قناة «اي بي سي نيوز» بثتها أمس، «من واجبنا استخدام الخطاب الديبلوماسي لايجاد حل سلمي لكي لا يتم تهديد الاميركيين من قبل كيم جونغ أون وترسانته النووية. هذه هي المهمة والهدف».
وفي إشارة إلى زيارته السرية إلى بيونغ يانغ في وقت سابق من الشهر الجاري التي أعلن عنها بعد إتمامها بأيام، أوضح بومبيو أنه بحث مع الزعيم الكوري الشمالي في «آلية كاملة يمكن التحقق منها ولا عودة عنها» لنزع السلاح النووي، مضيفاً ان كيم جونغ أون «مستعد... لوضع خريطة قد تساعدنا على التوصل» إلى نزع الأسلحة النووية.


واعتبر أن زعيم كوريا الشمالية يخوض المفاوضات بشكل جدي وهذا في مصلحة بلاده، مضيفاً «أنا على يقين أن كيم جونغ أون يريد أكثر من وثيقة من ورق».
من جهته، قدم مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي جون بولتون بعض التوضيحات للرؤية الاميركية بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، قائلاً «نفكر في النموذج الليبي للعامين 2003 و2004».
وكان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اعلن في ديسمبر 2003 تخليه عن كل برامج تطوير أسلحة الدمار الشامل بعد تسعة أشهر من المفاوضات السرية مع لندن وواشنطن. ووقعت ليبيا إثر ذلك البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي، ما أتاح للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة منشآتها النووية.
جاء الموقف الأميركي فيما أعلنت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية تعهدت بإغلاق الموقع الذي تجري فيه اختباراتها النووية الشهر المقبل ودعوة خبراء من الولايات المتحدة إلى البلاد.
وأفاد الناطق باسم الرئاسة في سيول يون يونغ تشان أن كيم قال خلال قمته الجمعة الفائت مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن «إنه سينفذ (عملية) إغلاق موقع التجارب النووية في مايو (المقبل)، وإنه سيدعو قريبا خبراء من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إضافة إلى صحافيين لكشف العملية للمجتمع الدولي بشفافية».
وأضاف أن «كيم قال (تشعر الولايات المتحدة بالنفور منا، لكن عندما نتحدث سيدركون بأنني لست شخصاً قد يطلق سلاحاً نوويا على (الشطر) الجنوبي أو يستهدف الولايات المتحدة. إذا اجتمعنا مرارا (مع واشنطن) وبنينا الثقة وأنهينا الحرب وتلقينا وعودا في النهاية بألا يتم اجتياحنا، فلم سنحتاج إلى الأسلحة النووية؟)».
وفي لفتة تصالحية أخرى، قال الزعيم الكوري الشمالي إنه سيقدم ساعة بلاده ثلاثين دقيقة لتوحيدها مع التوقيت الكوري الجنوبي.
واختلف التوقيت بين البلدين منذ العام 2015 عندما قررت بيونغ يانغ فجأة تأخير توقيتها المحلي بنصف الساعة عن جارتها الجنوبية، وفق الناطق باسم مون، الذي ذكر أن كيم قال إن رؤية ساعتا الحائط في قاعة القمة بتوقيتين مختلفين أمر «تنفطر له القلوب».
وينظر إلى التصريحات على الأرجح على أنها محاولة لتلطيف الأجواء قبيل قمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة مع كيم، والتي أعلن الرئيس الأميركي أنها ستجري «خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة».
وتعهد ترامب بتقديم «خدمة كبيرة للعالم» بأسره عبر ابرام اتفاق نووي مع النظام الكوري الشمالي خلال تجمع في ولاية ميتشيغن جرى وسط هتافات «نوبل! نوبل!».
وعمل ترامب جاهدا على تحقيق اختراق مع بيونغ يانغ من خلال ما وصفها البيت الأبيض بـ«حملة للضغط بأقصى درجة» تضمنت تشديد خطابه وتكثيف العقوبات الدولية والجهود الديبلوماسية لزيادة عزلة النظام الاستبدادي.
وسبق لكوريا الشمالية أن دعت مراقبين أجانب وصحافيين لزيارة مجمعها الذري الرئيسي يونغبيون في 2008 عندما دمرت برج تبريد قديم في تفجير هائل تناقلته التلفزيونات حول العالم.
ولم يخفف ذلك من اندفاعة بيونغ يانغ النووية لكن الوضع يدعو إلى التفاؤل أكثر هذه المرة، وفق المحلل من المعهد الكوري للتوحيد الوطني هونغ مين الذي قال «هناك فرق شاسع بين تفجير برنامج تبريد وبين تفكيك الموقع النووي الوحيد العامل الذي تملكه، في حال كان ما قاله كيم صحيحاً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي