No Script

نسمات

العنتريات في مجلسنا!

تصغير
تكبير

لدينا في الكويت أفضل القوانين والتشريعات في ما يتعلق بتنظيم عمل مجلس الأمة، وسبل الوصول إلى القرار المناسب، فبالإضافة الى مواد الدستور التي فصلت كثيراً من الأمور، فإن اللائحة الداخلية للمجلس، قد غطت معظم التفاصيل وحددت مجالات عمل النواب!
مشكلتنا الدائمة تتمثل في أن روح الفوضوية لا تزال تعشعش في عقول العديد من نوابنا، فتجدهم يتجنبون السير بحسب اللوائح الواضحة والقوانين، ويصرون على الوصول إلى أهدافهم عن طريق ليّ الذراع و«العفرتة» من دون أن ينتبهوا إلى أن ذلك الأسلوب الخاطئ ينفر الناس منهم ويكشفهم أمام الآخرين!
لقد مررنا بتجربة مثيرة في عام 2011 ألا وهي تجربة اقتحام مجلس الأمة، والتي ذكرنا بأن أهدافها كانت نبيلة، وأن هدفها كان إرسال رسالة احتجاج على الأوضاع الداخلية في الكويت وزيادة انتشار الفساد إلى مستويات لم يعهدها البلد، ولكن كما قيل فإن الغاية النبيلة لا تبرر الوسيلة الفاسدة، فقد تمادت الأطراف التي حملت راية التغيير، وخرجت من مجلس الأمة إلى الشارع لإيصال رسالتها، ثم بلغ الحماس ببعضهم إلى اقتحام مجلس الأمة من أجل توصيل تلك الرسالة!
وقد جاءت أحكام القضاء حاسمة وفاصلة في قضية اقتحام المجلس، وظننّا بأنها ستكون رادعة للجميع، وستوقف مسار العنتريات!
لكن للأسف فقد شاهدنا أن تلك العنتريات تتكرر في صورة جديدة، إذ حاول بعض نواب المجلس أن يفرض قانوناً مسخاً للعفو العام، ضمنوه شرائح من النواب الذين اقتحموا المجلس وشرائح من عتاة المجرمين الذين خططوا لتقويض الحكم، كل ذلك من أجل ضمان فرض العفو العام عن الجميع من دون قدرة الحكومة على رد القانون، ولكن وقفة المجلس ضد تلك اللعبة وإصراره على فصل قوانين العفو العام أسقطا لعبتهم وفضحهم، ولم يرفض قانون الفصل إلا اثنان من النواب بينما أقره 42 نائباً بين ستين نائباً!
لم يجد مثيرو الشغب - بعد أن سقطت ورقتهم - إلا الفوضى والهياج والسعي إلى تخريب الجلسة، ولكن رئاسة المجلس تصدت لهم بكل قوة وكشفت لعبتهم!
وهكذا تتكرر المواقف العنترية لبعض النواب، وتتكرر مآسينا تحت مسمى ممارسة الديموقراطية!

الله يعين أردوغان!
أشعر بالحزن على وضع الرئيس التركي أردوغان، الذي يسعى بكل قوة إلى التصدي لقوى جيش بشار الأسد في شمال سورية، والذي استغل الفرصة لزيادة قمع شعبه تحت مسمى التصدي للإرهابيين، ويسانده في ذلك الدولة المجرمة، روسيا، بطيرانها الحربي، الذي يقتل المدنيين ليلاً ونهاراً، وعندما طالبهم أردوغان بتطبيق بنود «اتفاقية سوتشي»، التي تحدد الفصل بين الأطراف المتقاتلة، جاءه التهديد الروسي بأنه يدعم تنظيم القاعدة.
وقد هاجر مليون سوري إلى الحدود التركية، أغلبهم من الأطفال والنساء فراراً من بطش النظام!
أما في ليبيا فإن موقف أردوغان من دعم الحكومة الشرعية (حكومة السراج) وإرسال المقاتلين إليها، للتصدي لقوات خليفة حفتر، قد تم تشويهه واتهامه بشتى التهم!
وللأسف فإن أردوغان هو الوحيد اليوم الذي يدعم القضايا الإسلامية، وصد الهجمات على الشعب السوري والليبي، وبدلاً من دعمه ومساندته، نجد التشويه المتعمد لدوره واتهامه بشتى التهم من قبل الكثير من الأطراف، ولا يكاد يذكر اسمه في وسائل الإعلام العربية إلا ويتهمونه بالإرهاب والتطرف، فحسبنا الله ونعم الوكيل!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي