No Script

رسالتي

قُلْ خيراً أو اصمت

تصغير
تكبير

اللسان سلاح ذو حدّين، فرُبّ كلمة رفعت منزلة الإنسان إلى أعلى الجنان، وأخرى قد تهبط به إلى أسفل دركات النيران.
في الأزمات والخلافات نحتاج الكلمة التي تُصلح ذات البَيْن وتؤلف بين القلوب، وتساهم في حل الخلاف وتقريب وجهات النظر.
ولمن يقوم بمثل هذا العمل الأجر الكبير من الله والثناء الطيب من الناس.


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ، وَالصَّلاةِ، وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى قَالَ: صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ».
هناك العديد من الخلافات التي تقع بين الأزواج والأصدقاء والجيران وزملاء العمل، وقد تكون بين الأحزاب والجماعات، وقد تكون بشكل أكبر كالتي تحدث بين دول شقيقة أو صديقة.
فنحتاج في مثل هذه الأوقات إلى من يرفع راية الصلح بين المتخاصمين والمتخالفين، من يسعى إلى ردم الهوّة، وإلى مد جسور التآخي والتآلف.
كان بعض أصحاب المروءة من مشاهير العرب يدفع من أمواله الخاصة الدّية الكبيرة بين القبائل من أجل حقن الدماء والتصالح بينها.
ولو نظرنا إلى مبادىء الإسلام، فسنجد أنه حرّم الكذب، لكنه أباحه إذا كان من أجل إصلاح ذات البين.
والله تعالى يحثنا على السعي في التصالح فيقول «فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم» ويقول سبحانه «والصلح خير».
في الأزمة الخليجية سعت الكويت ومعها بعض الدول الشقيقة كتركيا، إلى إيجاد بعض الحلول للأزمة، وحثت جميع الأطراف على تحكيم العقل، والنظر إلى المصالح المشتركة التي تجمع الدول المتخاصمة، والمصير الواحد الذي ارتبطت به دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن المحزن أن نسمع ونرى أطرافا عديدة في الميادين السياسية والإعلامية وحتى الرياضية، وهي تزيد من إشعال فتيل الأزمة، وتستعدي الدول بعضها على بعض، وتحاول إفشال أي محاولة للصلح بين الدول المعنية في الأزمة الخليجية.
لكننا على ثقة بالحكماء في دول عالمنا العربي والإسلامي، والذين ستكون لجهودهم المبذولة نتائج مرضية لجميع الأطراف بإذن الله، ستؤدي في النهاية إلى الصلح بين الأشقاء.
في الكويت، هناك أزمة راهنة تتعلق بالمحكومين في قضية دخول المجلس، والتي يتواجد الآن بسببها ما يقارب 70 رجلا خلف القضبان. ووراءهم أسرهم وعائلاتهم من أمهات وزوجات وأبناء وبنات، وهم محرومون من أن يجتمعوا تحت سقف واحد منذ ما يقارب الشهرين، بعد الأحكام القضائية.
حادثة دخول المجلس كانت مصاحبة لأحداث سياسية معينة، تأزمت فيها الأوضاع بين المعارضة والحكومة، ثم تبع ذلك نوع من المصالحة، اقتضت أن يكون هناك تهدئة من جميع الأطراف.
ومما يؤسف لها أن نجد بعض التصريحات من سياسيين وإعلاميين ومسؤولين لا يمكن أن نضعها إلا في خانة سكب الزيت على النار، ومحاولة لزيادة التشاحن والتأزيم في الأوضاع الداخلية.
وكم كنا نتمنى من هؤلاء أن يكونوا سعاة خير في إنهاء الأزمات وتحقيق الاستقرار، الذي تحتاجه البلاد في ظل الظروف الراهنة الصعبة التي تحيط ببلادنا والخليج من كل جهة.
لذلك وصيتي لهؤلاء وأمثالهم هي قول الرسول عليه الصلاة والسلام:
«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي