No Script

ملامح المدينة في عيون الأهالي نقص وتشوهات غابت عنها الخدمات الأساسية

«الوفرة» الجديدة... مولود غير مكتمل!

تصغير
تكبير

خالد المري:  غير معقول أن تبقى المدينة بلا مركز طبي أو جمعية توفر احتياجات المواطنين

نواف الجيران:  كل الوعود بالخدمات لم تتحقق فدخلنا في دوامة لا نعرف متى الخروج منها

عبدالله بوهندي: وجود العزاب في هذه المنطقة البعيدة يشكل خطراً كبيراً على الأهالي

عيادة العنزي:  نحن نسكن في البر لا في مدينة زُينت لنا وحلمنا بها

ذياب الخميس: استيقظت من حلم وردي جميل على وعود كاذبة وواقع مرير


بعد انتظار طويل قضوه على باب الرعاية السكنية، معلقين آمالهم وأمنياتهم على انتهاء مشروع مدينتهم الذي ولد متعسرا، يحدوهم الأمل نحو «حياة» أخرى، تكون أجمل في أيامها مما مضى، جاءت مدينة الوفرة على غير ما تصوره الأهالي، فلم تكن ملامحها سوى نقص وتشوهات لمدينة لم يؤذن لها أن تكتمل حتى هذه اللحظة، لتأخر وزارت الدولة ومؤسساتها في إتمام ما فيها من خدمات.
عيون الأهالي في المدينة لا يرى فيها لمعان الفرح، فكل ما حولهم سيل من المشاكل والقضايا المحملة بهمومهم تجرف الأمل فيهم نحو اليأس ونحو الندم من قرار اتخذوه في لحظة كانوا يظنون أن القادم أجمل حينما قرروا اختيار «مصيرهم».
«الراي» توجهت إلى المدينة، استجابة لدعوة تلقتها من أحد المواطنين، حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحا، وعلى متن الطريق المؤدي إلى المدينة، كان في استقبالنا المواطن خالد المري الذي قادنا في رحلة طويلة بين طرقات المدينة لرصد المشاهد والمشاكل التي يعاني منها الأهالي ولسماع أحاديث بعضهم عما تجرعوه من مرارة الانتظار نتيجة تسلمهم منازل العمر «ناقصة». فقد أجمع أهالي المنطقة على أن منطقتهم رغم حداثتها ينقصها الكثير من الخدمات، إذ أكدوا أن المدينة تتحول ليلا إلى مدينة أشباح لا أمن بها ولا حياة، سوى مجموعة من الآسيويين الذين يمارسون أعمالا خارجة عن القانون ويشكلون هاجسا مؤرقا لهم.
بداية أكد رئيس اللجنة التطوعية لمنطقة الوفرة السكنية خالد المري أن المشاكل في المنطقة كبيرة وكثيرة، وليس كما يحاول البعض تصويرها بأنها محدودة، وأن المنطقة جاهزة للسكن ولا ينقصها اي خدمات، داعيا المسؤولين إلى الالتفات إلى مطالبات أهالي المدينة وتحقيق متطلباتهم، وألا تكون ردود أفعالهم مجرد تصريحات ووعود «لا تسمن ولا تغني من جوع».
ويضيف المري أن المنطقة جديدة وكلنا أمل أن تسرع الجهات الحكومية الخدمية بتوفير الخدمات التي يحتاجها أهالي المدينة، فليس من المعقول أن تبقى المدينة بلا مركز طبي أوجمعية توفر احتياجات المواطنين أو حتى عدد كاف من من رجال الأمن العاملين في المخفر لتحقيق وضبط الأمن في المدينة لا سيما وأن هناك عددا كبيرا من بعض الجاليات الآسيوية اتخذت من المدينة مكانا وسكنا لها بين العائلات.
وشدد على ضرورة إسراع المؤسسة العامة للرعاية السكنية بتسليم مباني الخدمات العامة المنجزة منها، وتمديد كابلات الكهرباء الرئيسية والفرعية للمنازل التي تم الانتهاء من بنائها وتشطيبها، وفي انتظار دخول هذه الخدمات منذ فترة طويلة للسكن، داعيا في الوقت ذاته إلى الاسراع في عمل حزام شجري للمنطقة التي تقع في وسط الصحراء مما يجعلها عرضة للعواصف الترابية، الأمر الذي يتسبب في امراض الحساسية والربو خصوصا لكبار السن والاطفال.
بدوره، قال المواطن نواف الجيران «عندما تم الاعلان عن توزيع منطقة الوفرة السكنية سنة 2013، وهي منطقة شبه حدودية ومنقطعة عن المنطقة الحضرية باستثناء قربها من مدينة صباح الاحمد التي أعطتها نوعا من الإيجابية، ومع ما هو مخطط للمنطقة من خدمات وما ستوفره الدولة من اساسيات السكن على المخطط المعلن التي حفزت كل متقدم للدخول والتسجيل فيها، إلا أن الكثير من ذلك لم يتحقق وجعل الكثير من المواطنين يشعرون بأنهم دخلوا في دوامة لا يعرفون متى سيخرجون منها».
ويشير الجيران إلى عدم وجود تنسيق بين الإسكان والجهات الخدمية الأخرى في الدولة، لضمان تشغيل وإيصال الخدمات مع بدء انتهاء المواطنين من تنفيذ قسائمهم، مضيفا «كما هو معروف للكل ان مشاريع الاسكان هو نتاج عمل فريق جماعي منظم وعند الانتهاء من الجدول الزمني يكون المنجز لايقل عن 90 في المئة، مما هو مفترض، وان كان المطلوب هو 100 في المئة?، الا ان النواقص وظروف الانجاز لابد ان يطرأ طارئ فيحدث تأخير بالتسليم نوعا ما، إلا أن الحاصل بمنطقة الوفرة هو من 2015 الى اكثر من منتصف 2017 لم تصل كهرباء الى القسائم الموزعة كدفعة اولى 2015 ولا ماء وبالكاد تم ترصيف وسفلتة الشوارع كعمل موقت ومازالت الحفريات والتعديلات الى يومنا هذا حتى أصبحت المنطقة الذي كان يفترض لها أن تكون نموذجية سكنا للعزاب ومرتعا خصبا للحيوانات الضالة».
أما المواطن عبدالله بوهندي فطالب بسرعة العمل على إخلاء منطقة الوفرة السكنية من العزاب الذين يشكل وجودهم بين الأهالي خطرا كبيرا ومخالفة يمنعها القانون، الأمر الذي يجب أن يقابله وقفة حازمة من الداخلية والمؤسسة العامة للرعاية السكنية لمنع وجود العمالة التي قد يكون من بينها عناصر خطرة ومخالفة للقانون.
ويضيف «سكوت الجهات المعنية عن هذا الأمر أدى إلى انتشار هذه الظاهرة، حتى أصبحت تشكل هاجسا مقلقا لأهالي المنطقة، وعدم إحساسهم بالأمان على أسرهم وأبنائهم في ظل وجود هذا الكم من العزاب حتى أصبحت (منطقتنا النموذجية) مشابهة لمناطق أخرى خطرة في الكويت مثل جليب الشيوخ والحساوي وخيطان سابقاً».
أما المواطن عيادة العنزي فيقول «نحن نسكن في البر، وليس في مدينتنا التي حلمنا بها، فلا يوجد أي فرق بين من يسكن في البر ومن يعيش في هذه المنطقة التي تفتقر لأبسط الخدمات التي يجب توافرها مثل الكهرباء والماء والخدمات الصحية والبلدية وغيرها الكثير من الخدمات التي تمثل أبسط متطلبات واحتياجات المواطنين»، داعيا الجهات المعنية إلى سرعة إنهاء هذه المشكلة التي حول نقص الخدمات بها الوضع إلى ما يشبه الحياة البدائية
في حين يقول ذياب الخميس، وهو مواطن جاوز عمره 45 عاما ولديه اسرة مكونة من 7 افراد تسكن في شقة صغيرة يدفع لها ايجارا ثلث راتبه والثلث الثاني للالتزامات والاقساط الأساسية، ويتبقى له ثلث الراتب لكي يجاهد فيه حتى ينزل له راتب الشهر الذي يليه، استجاب لنداء الحكومة في توزيع الأراضي السكنية الحدودية لما تتمتع بها من صفات مناسبة له حينها، على حسب ما صرحت به المؤسسة العامة للرعاية السكنية من توافر المميزات العديدة في المنطقة، الأمر الذي جعله يضحي بكثير من الأمر كقربه من اهله واهل زوجته وعمله في قلب مدينة الكويت وعمل زوجته أيضا في مدينة الكويت ومدارس اولاده التي تعودوا عليها، واختار هذه المدينة البعيدة على الحدود الجنوبية لدولة الكويت ليستقر في بيته الخاص مع اسرته لبداية حياة جديدة مع جيرانه.
ويضيف «لكن سرعان ما استيقظت من حلمي الوردي الجميل على تخبطات حكومتنا والوعود الكاذبة من المسؤولين والقياديين، لأجد بأن مدينة الاحلام لم تكن مدينة كما تم تصويرها لنا، بل منطقة صغيرة يسكنها العزاب في بيوت قديمة مهترئة كانت تسمى ببيوت السعوديين لأنها كانت ملك لأشقائنا السعوديين العاملين في شركة النفط المشتركة بين المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الكويت الحبيبة في مكان صحراوي ليس به أي حياة للاستقرار مع الاسرة وبداية حياة جديدة».
ويؤكد بأنه فوجئ كغيره من أهالي المدينة في بيوت العزاب المنتشرة في كل مكان، «ولكن كنا نعطي أنفسنا الامل ونضحك على أنفسنا بأن العزاب الموجودين هؤلاء هم الذين يعملون على بناء وتجهيز مدينتنا الجميلة في المستقبل وابتدأنا في عملية البناء لبيوتنا ومتابعتها بشغف، وحلمنا يكبر مع كل حجر يوضع او عامود يصب في القسيمة. وبعد الانتهاء من البناء وتجهيز البيت للانتقال والسكن فيه مع الاسرة السعيدة بهذا المنزل الجميل الكبير الجديد وجدت انا والاخوان والجيران بأننا كنا أسرع بكثير في الإنجاز من الجهات الحكومية المعنية في تجهيز الخدمات».

من صور المعاناة

مخلفات الغزو... قائمة

كشف رئيس اللجنة التطوعية لمنطقة الوفرة السكنية خالد المري عن وجود الكثير من مخلفات الغزو الغاشم في المنطقة، وما زالت شاهدا على تلك الفترة الأليمة، مشددا على ضرورة إزالة السنترال والمدارس القديمة في المنطقة التي تحمل الكثير من الشعارات والكتابات التي تمجد تلك الفترة، حتى أصبحت مرتعا لبعض أصحاب السوابق الذين جعلوها مقرا لهم.

لا توقيت لتنفيذ الخدمات

أبدى نواف الجيران استغرابه من عدم إعلان السكنية عن تاريخ ومواعيد إنجاز الخدمات ولا تواقيتها الزمنية والابتداء والانتهاء منها، بالإضافة إلى ربط تنفيذ الكثير من الخدمات بعملية وصول الكهرباء إلى المنطقة، في حين أن هناك الكثير من الخدمات الواجب تنفيذها لا علاقة لها بوصول التيار الكهربائي مثل النظافة وتشجير المنطقة والطرق العامة واللوحات الإرشادية وغيرها الكثير.

معاناة النقص في رمضان

يقول المواطن عيادة العنزي إن كنا استطعنا تحمل نقص الخدمات خلال الفترة الماضية، فسيكون من الصعب جدا تحملها في شهر رمضان والناس صيام، لذلك لابد من الاستعجال في توفير الخدمات الأساسية وفتح أفرع للجمعيات، حتى لا يضطر البعض بالذهاب إلى المناطق المجاورة لشراء مستلزماته، في حين أن الحل بسيط ويمكن افتتاح فرع موقت بالتعاون مع أي جمعية من المناطق المجاورة إلى حين تأسيس جمعية في المدينة.

مرافق جاهزة مع وقف التخديم

يرى ذياب الخميس أن الخدمات في المدينة غير جاهزة والجاهز منها لم يسلم من وزارة الإسكان الى الجهة المعنية للبدء في تجهيزه وتشغيله. والمستوصف جاهز كبناء ولكن لم يتم تسليمه الى وزارة الصحة لتجهيزه، والمدارس لم يتم تسليمها الى وزارة التربية لتجهيزها وتشغيلها وفرع الغاز كذلك والمساجد لم يتم تسليمها لوزارة الأوقاف لتجهيزها وتشغيلها والأدهى والامر من ذلك أن بيوت كثيرة لم يتم إيصال الكهرباء والماء لها وأصحابها يضربون كفا بكف من الحسرة على أموالهم التي ذهبت ادراج الرياح بسبب الخراب الذي نزل على بيوتهم الجديدة بسبب عدم إيصال الكهرباء والماء لها.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي