رسالتي

تقارب الكوريّتين... وتباعد الشقيقين!!

تصغير
تكبير

لعل من أكثر الأحداث العالمية التاريخية التي لفتت الانتباه أخيراً، هي زيارة رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى كوريا الجنوبية يوم الجمعة الماضي 27 أبريل، واجتماعه مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن.
وبهذه الزيارة أعتُبِر كيم، أول رئيس كوري شمالي تطأ قدماه أرض الجنوب منذ 65 عاماً.
هذه الزيارة التي تُعتبر انطلاقة جديدة في العلاقة بين البلدين، عبرت عنها وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية بقولها «إنها اجتماع تاريخي، فتح عهداً جديداً للمصالحة والوحدة والسلام والرخاء».


لقد تعهد البلدان خلال القمة، بوقف الأعمال العدائية ضد بعضهما، على جميع الأصعدة «برّاً وبحراً وجوّاً»، وتم تحديد تواريخ رئيسية للإنجاز من الجانبين. كما تم الاتفاق على المشاركة بفرق مشتركة في الألعاب الآسيوية المقبلة 2018. وإعادة شمل الأسر التي شتتها الحرب بحلول 15 أغسطس المقبل.
ولقد تعهد الزعيمان بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. واتفق الطرفان، حسب بيان مشترك، على الدفع باتجاه تحويل الهدنة التي انهت الحرب الكورية عام 1953 إلى معاهدة سلام.
وكان من اللافت في القمة تصريح رئيس كوريا الشمالية عن سياسات الهوية، وتركيزه على الحديث عن «الأمة الواحدة واللغة الواحدة والدم الواحد».
يفرح الإنسان عندما يعم السلام في أي بقعة على وجه الأرض، كيف لا وديننا الإسلامي هو دين السلام والرحمة.
لكننا نحزن عندما نرى الأمم الأخرى تنهي حروبها ونزاعاتها، بينما نحن كعرب ومسلمين تستمر نزاعاتنا وخلافاتنا.
نزاعات وخلافات «عربية - عربية» و«عربية - إسلامية» و«إسلامية - إسلامية»!!
لا تهدأ أزمة إلا وتثور أخرى!! ولا تنطفئ نار صراع في منطقة، إلا وانطلقت شرارة حريق في بقعة أخرى!! فإلى متى؟
يؤسفنا أن نرى هرولة نحو التقارب العربي - الإسرائيلي، وخطوات متسارعة نحو التطبيع، ومساعي حثيثة لتوقيع الصلح مع اليهود - رغم استمرار احتلالهم للأقصى وفلسطين - بينما نجد صدودا وتصلبا في المواقف نحو المصالحة بين الاخوة والأشقاء في محيطنا العربي والإسلامي!!
أين نحن من قوله تعالى «إنما المؤمنون اخوة»؟ أين نحن من وصية ربنا في كتابه «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»؟
أين نحن من تحريم الإسلام لهجر الأخ لأخيه فوق ثلاث ليال، بينما يستمر التقاطع أحيانا بين المسلمين شهورا وأعواما!!
تتفطر القلوب، وتضيق الصدور، وتتألم النفوس على حالة القطيعة بين بعض دولنا العربية والإسلامية، لما لهذه القطيعة والنزاع والصراع من إضعاف لحال الأمة، وتشجيع للأطماع الخارجية فيها.
ونخشى أن يأتي اليوم الذي نبكي فيه على ضياع الديار، كما بكى آخر ملوك المسلمين في بلاد الأندلس.
رمضان على الأبواب، ونسأل الله تعالى ألّا يدخل علينا هذا الشهر الفضيل إلا والصلح قائم بين المسلمين.
«وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
 
Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي