No Script

رواق

«مرت الفيلبيني»

تصغير
تكبير

أولاً «توضيح الواضحات من المعضلات»، ولا أظن ما قلت في برنامج «عشر إلا عشر» في «الراي» الأسبوع الماضي يحتاج توضيحاً لكنني سأوضح:
من قال إنني طالبت بسحب جنسية الكويتية التي تتزوج غير كويتي، وطالبت بترحيلها عن الكويت الى بلد زوجها؟
الكلام كان في سياق كلام الجميلة (والأجمل مني كي لا يزعل أحد) «السمية»، ريم النجم عندما قالت إن أبناء الكويتيات جزء منها ويجب (لاحظ وجوب وليس جواز) تجنيسهم على أمهم، «وما علينا من الأب ما نبي نجنسه»، مع العلم أن نسب الأب لوالدهم في كل شيء بدءاً من الاسم إلى الجنسية مرورا بالإقامة، حسب القانون الكويتي الحالي، وهناك قوانين تجيز تجنيس أبناء مواطناتها بل ونسبهم إليها، الا أن الكلام عن أن أبناء الكويتية جزء منها يعيدنا إلى ما بدأ به البرنامج من طرح رافض لزواج الكويتي من غير كويتية، لأن في إمكانها أخذ أبنائها معها والرحيل إلى بلدها، هنا أبناؤها ليسوا قطعة منها، بل أبناء الكويت، يا سلام، ينسب الابن لأمه إن كانت كويتية ولأبيه إن كان كويتياً لأن الكويتي غير، رغم أن الكويت، في قوانينها، تعتبر أن المرأة تابعة لزوجها، فتجنس زوجة الكويتي «غير الكويتية» في حال رغب زوجها، وقياساً عليه بإمكان الكويتية - في حالة الرغبة - الحصول على جنسية زوجها، من دون إلزام للطرفين، من أراد الاحتفاظ بجنسيته هو حر كويتي كان أو غير كويتي.


وبخصوص الجنسية تذكرت مقولة: «أنا أشير للقمر والأحمق ينظر إلى إصبعي»، حين اقتصرت المناقشات حول طرح الجنسية الفيلبينية كمثال، وتساءلت عن الكويتية «مرت الفيلبيني» والكويتي «زوج الفيلبينية»، وسمّيت هذا وذاك وأنا لا أعني جنسية بعينها، أميركية أو كندية أو أسترالية أو هندية، إلا أن بعض العقليات تحصر الجنسيات في عمالتها المنزلية من بنغال وفيلبينيين وهنود، وتعتبرها شتيمة تحط من قدر الموصوف بها، رغم أن مِهْراجات الهند أكشخ من قائلها، وبروفيسورات الفيلبين أذكى من الذين ينتقصون من جنسيات الآخرين، ولا يكلفون أنفسهم المطالبة بتعديل القوانين التي تتناقص مع الدستور القائم على مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
بقي أمر أخير وهو ان مناقشة الزواج من غير كويتيين سواء من الكويتي أو الكويتية أمر غير مقبول، ويدخل في صميم الانتقاص من حريات الآخرين، فالارتباط بالزواج قرار شخصي محصور في حق الفرد في اختيار شريك حياته، وإن كان الإنسان يملك الحرية في اختيار تخصصه الدراسي ووظيفته ومنزله وسيارته وثيابه، فمن باب أولى أن يختار الشخص الذي يرتبط به حسب ظروفه.
ولو نظرنا حولنا إلى الحالات التي تزوجت من غير بلدها، سنجد أن ظروفاً معينة أدت إلى حصول هذا الزواج ومنها السفر لدراسة أو عمل ونشوء قصص حب توجها الزواج أو لصلة قرابة أو زواج ثانٍ أريد له أن يخرج من الإحراجات الاجتماعية بين الأسر الكويتية، أو لأنه ارتبط بكويتية كرهته ببنات الكويت، أما الكويتية فلا ترتبط بغير الكويتي إلا في حالة أنها لم تجد كويتياً كفؤا، لأن الرجل الكويتي بطبعه يفضل المرأة الأدنى منه ليحكم سيطرته عليها، وهذا أحد أسباب ارتباطه بغير كويتية
«ما عندها عزوة»، أو بزعم ان «تكلفتها المادية أقل»، وهو يعلم علم اليقين أن الكويتية مستقلة مادياً، لتعين وتعاون ما يفقده القوامة التي يريدها من دون أن ينفق من أمواله!
ومن الازدواجية أنهم يعتبرون عدم زواج الكويتي بغير كويتية يحد من ظاهرة العنوسة ولا يعتبرون زواج الكويتية من غير كويتي يحدها، ثم ان عنوسة المرأة، أو تأخر سن زواجها أو حتى عدم زواجها إجبارية ماذا عن عنوسة الرجل الاختيارية ان اختار ألا يتزوج كويتية أم غيرها؟
فلا رحم الكويتي الكويتية بزواجه منها، ولا تركها تحت رحمة ربها تتزوج من غير الكويتي، فكان الحل المناداة بسلبه حقه في الزواج من غير كويتية، أسوة بما تستنكر وتستكثر على المرأة باعتبار أن المساواة في الظلم عدالة!
أخيرا «أنا مسؤول عما قلت لست مسؤولاً عما تفهم»، أقول للذين يقولون:«حلات الثوب رقعته منه وفيه»، عن أي رقعة تتحدثون؟ والبدو يستكثرون الارتباط بالحضر أو العكس صحيح، وكذلك الحال بين الشيعة والسنة، كما بين الأسر نفسها والبعض من شدة انغلاقه يلجأ لزواج الأقارب فتكثر الأمراض الوراثية!
«ما نترقع»!
لذا، خلوا الناس تروح بنصيبها... أرض الله واسعة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي