No Script

إطلالة

قمة ترامب وكيم...

تصغير
تكبير

يترقب الأميركيون والكوريون الشماليون، القمة التاريخية المتوقعة بين الرئيس دونالد ترامب والزعيم كيم جونغ اون، قبل نهاية مايو المقبل، وفي الأذهان، التصريحات النارية والشتائم المتبادلة بينهما، من أجل أظهار القوة والهيبة.
فالرئيس الاميركي سبق له وأن اطلق حملة واسعة ضد الزعيم الشمالي حتى قبل توليه مقاليد الرئاسة، حيث أكد في 7 مايو 2014 على «تويتر»، استحالة توجهه إلى كوريا الشمالية... اخر مكان في العالم يريد الذهاب إليه!
كما شن ترامب في 16 سبتمبر الماضي، هجوما شخصيا على كيم اثناء مناظرة انتخابية داخل الحزب الجمهوري، محذراً من ان المهووس كيم، يجلس هناك وهو يملك السلاح النووي. وفي 10 فبراير 2016 قال خلال برنامج بثته قناة «سي بي اس» انه في حال وصوله إلى الحكم، سيجبر الصين على أن تجعل كيم يتلاشى بشكل أو بآخر سريعاً. وفي 8 اغسطس 2017، وجه إلى بيونغ يانغ أحد اخطر تهديداته، حيث قال: من الافضل على بيونغ يانع الامتناع عن تشكيل اي خطر على الولايات المتحدة، وإلا فانها ستواجه «النار والغضب» الذي لم يشهد له العالم مثيلاً!


ثم تعمقت الازمة بين واشنطن وبيونغ يانغ بشكل أكبر، بعد اول خطاب للرئيس الأميركي امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 19 سبتمبر 2017، عندما وصف كيم بـ «رجل الصواريخ»، وقال ان تصرفاته بمثابة انتحار له ولنظامه القائم، وان لدى الولايات المتحدة القوة والصبر، ولكن اذا أُجبرت على الدفاع عن نفسها فلن يبقى امامها سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل!
في المقابل، وصف كيم، في بيان مقتضب في 22 سبتمبر، ترامب بانه «ليس سياسيا محنكا ولكنه مجرم يهوى اللعب بالنار»، معتبراً ان تصرفاته ستجلب تداعيات اخرى غير متوقعة، ولكنه يستطيع السيطرة على النيران التي يهدد بها هذا العجوز (ترامب).
وفي مقابل عواصف سبتمبر، حمل نوفمبر «هدوءا»، اذ كتب ترامب تغريدة في 11 من الشهر نفسه، اعرب فيها عن أسفه من وصف كيم له بـ «العجوز». وقال: لن اقول ابداً انه قصير وبدين، فانا أبذل كثيرا من الجهد كي اكون صديقا له، وهذا قد يحدث يوماً ما!
هدوء لم يدم طويلاً... ففي رسالة نارية لمناسبة رأس السنة، قال كيم بان «الزر النووي» في مكتبه، وان كل الاراضي الأميركية في مرمى نيران أسلحة بيونغ يانغ النووية!...
وسط هذه الحرب الكلامية والتهديدات النارية والتهكمية، صدم ترامب المجتمع الدولي، حين تحدث عن قمة تجمعه والزعيم الشمالي على طاولة واحدة من دون المرور بالمراحل الديبلوماسية المعتادة، ما يعني ان هناك محاولة لتحقيق اختراق جديد في العلاقة الباردة إلى حد التجمد...
ويبقى السؤال: هل قمة ترامب - كيم المرتقبة، هي بمثابة ضمان لتخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي وصواريخها البالستية؟ وهل ستصبح كوريا الشمالية نسخة هزلية من كوريا الجنوبية، اذا ما تخلت عن ترسانتها النووية، أي تحت سلطة الولايات المتحدة؟ وهل سيلتقي الرئيس والزعيم في الولايات المتحدة، ام في القرية المقسمة على الحدود بين الكوريتين... بانمونجوم؟ وهل سيقبل ترامب دعوة كيم للقائه في بيونغ يانع إذا تطلب الامر؟
في الايام المقبلة سنشاهد المزيد من المفاجآت مع هذه القمة المرتقبة... ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي