لا تعني العبد الفقير، المشاحنات والهواش بين الإخوة النواب، فهم أولاً وأخيراً زملاء، تحت قبة البرلمان، وأتوا إلى هذا المكان برغبة الأمة، وتفويضها الكامل للتشريع والمراقبة. ولا يعني هذا أن يستغلها أحدهم للتشنيع والسجال وإشغال الشارع في أمور تافهة، وتسطير بطولات وهمية كصاحب الدراجات النارية، الذي يسعى وبشتى الطرق والوسائل غير المشروعة، لزيادة أرصدته المالية.
والمضحك في الأمر أنه كان منضوياً تحت عباءة الجماعة السلفية، ثم انقلب إلى المعارضة الغوغائية، التي تتبع أصحاب الحناجر والعنتريات الفارغة، فأخذ يزبد ويرعد مهددا بالويل والثبور، وعظائم الأمور إن لم تخصع الحكومة لمطالب الغوغاء، فوسوس إليه الشيطان ورسم في مخيلته أنه فاق عمر المختار في جهاده، ومانديلا في نضاله، فتراه يجول بين محطات التلفزة لعرض وجهة نظره التي تنم عن ضيق أفق، وأسلوب فج، واتهامات، وغيرها من أمور ما كان لها أن تظهر إلى العلن.
فالناخبون لا يريدون منك يا هذا أن تشرح لهم سبب خلافك مع زيد أو عبيد، وإنما يريدون تشريعاً حقيقيا، وملموسا على أرض الواقع، بدلاً من الغياب المتعمد عن اللجان البرلمانية، وتعطيل مصالح الأمة التي وضعت ثقتها الكاملة في أمثالك.