«الراي» تكشف عن «ألغام النار والغضب» تحت أقدام الرئيس الأميركي

«عُديّ وقُصيّ» في البيت الأبيض وترامب استدرج زوجات أصدقائه إلى الخيانة!

تصغير
تكبير

 سرّبَ صور ميلانيا عارية
 أثناء عملها كعارضة...
 وشَتَم نائبة المدعي العام

 الرئيس يسخر حتى من أولاده
 وهو بنظر المحيطين به...
 معتوه وأخرق ومُغيَّب العقل

 كان يستدعي صديقه
 ويتحدث معه عن الجنس
 ويفتح «السبيكرفون»
 ليُسمع زوجته في الوقت نفسه

 يرتاح أكثر إلى العمل مع «النواعم» 
 ويعتبرهن أكثر إخلاصاً وجدارة
 بالثقة من الرجال 

 بحَثَ عن تبريرات للانضمام
 إلى «كو كلوكس كلان» العنصرية
 ... ووالده كان ينتمي إليها

 استخدم كلمة «جرذ»
 لوصف كومي في جلساته الخاصة
 وأطاحه بتحريض
 من إيفانكا وكوشنر

 ترامب في أكثر من مناسبة:
 هنري كيسنجر يقول إن كوشنر
 سيكون هنري كيسنجر الجديد

إذا كانت «الأهلية العقلية» للرئيس الأميركي دونالد ترامب هي أبرز ما أثار الجدل في كتاب «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض» الذي سجل نسبة مبيعات قياسية بُعيد طرحه في الأسواق الجمعة الفائت، فإن هناك تفاصيل أخرى مثيرة تعكس حجم «الاهتراء» و«الخلل» في الإدارة الأميركية، التي يبدو أنها أمضت عاماً من حكم ترامب في المناكفات والمناورات الشخصية وكيل السباب والشتائم و«التلّهي بالنواعم»، بعيداً عن وضع الإستراتيجيات ومعالجة ملفات الأزمات الكبرى الداخلية والخارجية، التي يُفترض أن تكون على جدول أعمال القوة العسكرية والاقتصادية الأولى في العالم.
وبحثاً عن الأجزاء غير المتداولة حتى الآن، قامت «الراي» بالتنقيب بين صفحات الكتاب واستخرجت منها النقاط الأكثر جذباً للاهتمام، ليتبيّن حجم الخلل في عمل الرئاسة الأميركية وتصرفات الرئيس الذي «لا يسمع ولا يقرأ»، ويفضل التعامل مع النساء على اعتبار أنهن «أكثر إخلاصاً وجدارة بالثقة من الرجال».
اللافت أيضاً في الأجزاء التي تنشرها «الراي» من الكتاب، الذي اعتبره البيت الأبيض مهيناً لترامب وحاول منع نشره، أن الرئيس يتعرض لإهانات وأوصاف لاذعة من أركان البيت الأبيض ومسؤولي إدارته في الجلسات المغلقة، وأنه كان في المرحلة التي سبقت وصوله للرئاسة يستدرج زوجات بعض أصدقائه ويدفعهن لخيانة أزواجهن معه.
وبعيداً عن «الأسرار المثيرة»، تكشف الأجزاء التي تنشرها «الراي» أن إيفانكا، ابنة ترامب، وزوجها جاريد كوشنر، يقفان وراء إطاحة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي جيمس كومي، وأنهما «ارتعبا» من إمكانية وصول تحقيقاته في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى «النبش في أموال عائلة ترامب».
الكتاب الذي دفع ترامب إلى التباهي بقدراته العقلية ووصف نفسه بأنه ليس ذكياً فحسب وإنما عبقري جداً، يقول مؤلفه الصحافي ما يكل وولف أنه استند في ما تضمّنه من معلومات إلى محادثات أجراها على مدى 18 شهراً مع ترامب نفسه ومعظم أعضاء أركان إدارته السابقين والحاليين، مشيراً إلى أن بعضهم تحدث إليه عشرات المرات.
وفضلاً عن تأكيده أن «كل الناس المحيطين بترامب» يشككون بقدراته العقيلة ويتساءلون حيال جدارته في الحكم، يكشف وولف أنهم «يقولون عنه إنه كالطفل، وإنه لا بد من إرضائه سريعاً وإن كل الأمور يجب أن تجري حوله».
وفي ما يلي تفاصيل بعض ما ورد في الكتاب:


لقب مشترك لابني الرئيس
يصف المؤلف كيف أن أجواء من «التناحر الداخلي المكتوم» سائدة بين جميع موظفي وأعضاء إدارة البيت الأبيض تقريباً، وكيف أن جميعهم (بمن فيهم ترامب) يتنابزون من وراء ظهور بعضهم البعض بالشتائم والألقاب والانتقادات الساخرة التي تصل أحياناً إلى حد البذاءة، إلى درجة أن بعضهم ينعت ترامب نفسه بأوصاف مسيئة ليس أقلها أن «حالته العقلية مختلة».
وفي سياق وصفه تلك «الأجواء»، يشير الكتاب إلى أن موظفي البيت البيض يتغامزون في ما بينهم على دونالد جونيور وإيريك (ابني ترامب) حيث باتوا يطلقون عليهما معاً لقباً مشتركا هو «عُديّ وقُصيّ»، وذلك في تشبيه مباشر وذي دلالة بنجلي الديكتاتور العراقي صدام حسين.


تغامز وشتائم لترامب
وفي السياق ذاته، يمضي المؤلف كاتباً: «هناك حالياً (في داخل البيت الأبيض) قدر لا بأس به من التغامز والتضاحك المكتوم في آخر غرفة الدراسة حول الألقاب الساخرة التي يطلقها هذا أو ذاك على ترامب. فالرئيس (معتوه أو أبله) في نظر كل من وزير الخزانة ستيف منوتشين والأمين العام السابق للبيت الأبيض راينس بريباس. وهو (أخرق تماماً) في نظر مستشاره الاقتصادي غاري كوهن. أما في نظر مستشاره للأمن القومي إتش آر ماكماستر فإن ترامب (مُغيّب العقل او متعاطٍ للمخدرات)... والقائمة تطول».
ويمضي المؤلف مؤكداً أن هناك شهود عيان نقلوا إليه عن ترامب ذاته إنه دائم السخرية اللاذعة ممن حوله وانتقادهم بمن فيهم ابناه «قصي وعدي»، بل وابنته ايفانكا أيضاً.


إغواء زوجات الأصدقاء
في بعض مقتطفات الكتاب، يشير المؤلف بوضوح إلى أن ترامب كان (قبل توليه الرئاسة) يحب أن يستدرج زوجات بعض أصدقائه وإغوائهن كي يمارسن معه «الخيانة» ضد أزواجهن. ومما كتبه المؤلف في هذا الصدد: «كان ترامب يحب أن يقول إن إحدى الأشياء التي تجعل الحياة جديرة بأن يعيشها هي أن يستدرج الرجل زوجات أصدقائه إلى فراش النوم. وفي مسعاه إلى استدراج زوجة أحد أصدقائه فإنه (أي ترامب) كان يبدأ بالوسوسة إلى تلك الزوجة بأن زوجها ربما ليس كما تظنه (أي ليس مخلصاً لها). وبعد ذلك، كان ترامب يكلف سكرتيرته بأن تستدعي ذلك الصديق إلى مكتبه. وبمجرد أن يصل الصديق، ينخرط ترامب في ما كان معروفاً عنه من دردشة جنسية العبارات، كأن يسأل صديقه أسئلة من قبيل: (هل ما زلت تحب مجامعة زوجتك؟... وكم مرة؟... وهل حصل ذات مرة أن استمتعت بمجامعة امرأة أخرى غير زوجتك؟ وحدثني عن تلك المرة... ثم يقول له: عندي فتيات سيصلن من لوس أنجليس اليوم عند الساعة الثالثة. بوسعنا أن نصعد معاً إلى الطابق العلوي (غرف النوم) ونقضي وقتاً رائعاً معهن. أعدك بذلك)».
ويختتم وولف هذه الفقرة بتوضيح كيف كان ترامب ينسف ثقة زوجة صديقه في زوجها تمهيداً لاستدراجها إلى الخيانة، موضحاً أن ما لم يكن يعلمه ذلك الصديق هو أن زوجته كانت تنصت إلى جميع تفاصيل تلك الدردشة «على الهواء مباشرة»، إذ إن ترامب كان يُبقيها مستمعة معهما من خلال فتح خاصية الـ«سبيكرفون» كي تستمع (من دون علم صديقه طبعاً).
وبهذه الطريقة، كان ترامب يستغل انفضاح أمر صديقه أمام زوجته كي يستدرجها هو لاحقاً إلى «مبتغاه».


يرتاح أكثر إلى «النواعم»
وفي السياق نفسه، يؤكد مؤلف الكتاب أنه استخلص من خلال ما جمعه عن الرئيس الأميركي أن هذا الأخير يحتاج إلى معاملة فائقة الخصوصية، لذا فإنه يرتاح أكثر في أن يتعامل مع «النواعم» (النساء) عندما يتعلق الأمر بشؤون العمل تحديداً، وذلك رغم أنه اشتهر عن ترامب ازدراؤه النساء في أكثر من مناسبة.
وفي هذا الصدد، جاء في سياق الكتاب ما نصه: «ذات مرة، شرح لأحد أصدقائه على نحو بدا أنه كان يعبر به عن نفسه أن النساء بشكل عام أقدر من الرجال على فهم وتحقيق ذلك له، وبالأخص أولئك النساء اللواتي ينجحن في تقريب أنفسهن من دائرة مقربيه من خلال التصرف كمتسامحات أو متغافلات أو متجاوبات أو غير غاضبات إزاء أقواله وأفعاله المزدرية للنساء بين الحين والآخر وتلميحاته الجنسية المستمرة، وهي الأمور التي يمزجها بطريقة أو بأخرى مع نوع من المعاملة الأبوية».
ويؤكد المؤلف في الصفحة رقم 200 في الكتاب أنه في ما يتعلق بشؤون العمل، يضع ترامب ثقته في النساء، مضيفاً: «النساء - في رأي ترامب – هن ببساطة أكثر إخلاصاً وجدارة بالثقة من الرجال».


تبرير عنصرية «KKK»
يشير الكتاب إلى أنه عندما اتخذت احتجاجات شارلوتسفيل منعطفاً «مميتاً» في أغسطس من العام الفائت، أثار ترامب جدلاً واسعاً عندما خرج علناً ليدين ما وصفه بـ «الكراهية والتعصب الأعمى والعنف من جوانب كثيرة». وسرعان ما أصبح ترامب تحت الهجوم بسبب عدم إدانته الصريحة للعنصريين العنيدين وجماعات الكراهية من أمثال جماعة «كو كلوكس كلان» (المعروفة اختصاراً بـ«KKK»).
وتعليقاً على تلك الواقعة، يؤكد المؤلف أنه على الرغم من أن الرئيس سعى إلى تعديل عباراته لاحقاً لتبدو أكثر إدانة للنزعة العنصرية، فإنه كان يجد صعوبة في فهم أبعاد ذلك الأمر وتلك القضية.
وتوضيحاً لذلك، يقول الكاتب في الصفحة رقم 294 من الكتاب: «في جلساته الخاصة، واصل (ترامب) محاولاته حيال اقتراح وترويج أسباب تبرير انضمام البعض إلى عضوية (KKK)، بما في ذلك مثلاً قوله: (ربما هم ليسوا مؤمنين عملياً بما تؤمن به تلك الجماعة، أو ربما أن تلك الجماعة لم تعد تؤمن بما كانت تؤمن به في السابق، أو على أي حال، من الذي يعرف على وجه الدقة ما تؤمن به تلك الجماعة الآن؟). وفي الحقيقة، هو (ترامب) قال ذات مرة إن والده تم اتهامه بالانتماء إلى جماعة (كو كلوكس كلان) وأن تلك التهمة لم تكن صحيحة».
لكن مؤلف الكتاب يضيف معقباً على ذلك: «في الحقيقة، نعم، كانت (تهمة) صحيحة».


فضح ميلانيا
وفقاً لما جاء في الكتاب، يسترجع المؤلف تلك الواقعة الشهيرة التي حصلت عندما نشرت صحيفة «نيويورك بوست» صوراً لزوجة ترامب الحالية (ميلانيا) تبدو فيها عارية، وهي الصور التي كانت قد التقطت لها خلال فترة عملها في السابق كعارضة.
لكن الأمر المثير للدهشة والذهول في آن، هو أن المؤلف كتب تعليقاً على تلك الواقعة أن مقربين من الرئيس الأميركي أكدوا له أن ترامب هو ذاته الذي كان وراء تسريب تلك الصور آنذاك إلى الصحيفة!
كما ينقل الكتاب عن مقربين آخرين من ترامب قولهم إنه شتم نائبة المدعي العام سالي ييتس بلفظ شديد البذاءة خلال جلسة خاصة قائلا عنها: «تلك الـ....» ثم أضاف: «إنها (ييتس) مشهورة بفضلي أنا».


كومي أرعَبَ إيفانكا وكوشنر

ينقل المؤلف عن مصادر خاصة أن ترامب كان يستخدم كلمة «جرذ» عندما كان يتحدث في جلساته الخاصة عن مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية (إف بي آي) السابق جيمس كومي، كما ينقل على لسان كبير مستشاري الرئيس السابق للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون قوله له شخصياً إن إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر كانا «مرعوبيْن» مما كان يمكن أن تسفر عنه تحقيقات الـ«إف بي آي» حول مزاعم التدخل الروسي في مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أفضت إلى فوز ترامب.
وينقل الكتاب عن بانون قوله نصاً: «أبدى كل من جاريد كوشنر وايفانكا ترامب شعوراً متزايداً بالذعر إزاء فكرة أن (إف بي آي) ووزارة العدل كانا يتحركان إلى ما هو أبعد من كشف حقيقة التدخل الروسي في الانتخابات وصولاً إلى النبش في أموال عائلة ترامب».
وفقاً لمؤلف الكتاب، فإن مصادر مقربة أكدت له أن كوشنير وزوجته ايفانكا هما من دفعا في اتجاه قرار عزل كومي من منصبه، وهو القرار الذي يقال إن ترامب اتخذه ونفذه بمعزل عن آراء كبار مستشاريه ومساعديه المعنيين.
وعن ذلك جاء في الصفحة رقم 214 من الكتاب ما نصه: «في التواريخ الرئاسية، ربما كانت إجراءات عملية عزل مدير مكتب التحقيقات الفيديرالية جيمس كومي هي الخطوة الأخطر توابعاً بين جميع الخطوات التي أقدم عليها أي رئيس أميركي متصرفاً من تلقاء نفسه تماماً».


محاباة الصهر... اليهودي
من المعروف عن جاريد كوشنر (زوج ايفانكا) أنه يهودي الديانة، ومن هذه الزاوية يرى مؤلف الكتاب أن الرئيس الأميركي يحمل خليطاً من المشاعر الغريبة إزاء صهره.
وعن ذلك كتب المؤلف ما نصه: «بالنسبة إلى ترامب، لم يكن إسناده ملف إسرائيل إلى كوشنر اختباراً فحسب، بل كان اختباراً يهودياً: فالرئيس دأب على محاباته وتمييزه عن الباقين لكونه يهودياً، ويكافئه لكونه يهودياً، ومع ذلك يضع في طريقه حواجز مستحيلة لكونه يهودياً، كما أنه يلتجئ إليه أيضاً من منطلق الإيمان النمطي بامتلاك اليهود قوة تفاوضية خاصة». وينقل الكتاب على لسان ترامب قوله في أكثر من مناسبة: «إن هنري كيسنجر يقول إن جاريد كوشنر سيكون هنري كيسنجر الجديد».
لكن مؤلف الكتاب يعلق بسخرية على مقولة كيسنجر تلك، معتبراً أنها تبدو «خليطاً يجمع بين المجاملة وزلة اللسان»!

السياسة الخارجية الأميركية أكبر من الجناح الغربي ومناكفات البيت الأبيض

| واشنطن - من حسين عبدالحسين |

الكتاب الذي أصدره مايكل وولف بعنوان «غضب ونار» أحدث هزة سياسية في العاصمة الأميركية، وحول العالم، بإفشائه كمية ضخمة من الأسرار عن المنافسات والمناكفات داخل البيت الأبيض.
ونجح الكتاب في المصادقة على صورة صارت معروفة لدى غالبية الأميركيين عن دونالد ترامب، كرئيس محدود القدرات العقلية والمواهب، ويعاني من ملل متواصل، خصوصاً من المواضيع المعقدة والأرقام، وهو ما يقوّض صورته كرئيس «طبيعي» للولايات المتحدة، على غرار أسلافه.
لكن ما أغفله الكتاب، الذي تصدر لائحة المبيعات منذ ما قبل صدوره في المكتبات، هو أن قرارات ترامب لا تتمحور بشكل حصري حول ما يسمعه من أفراد فريقه، بل تتأثر بشكل واسع بما يسمعه من وسائل الاعلام، خصوصاً من برنامجين تبثهما شبكة «فوكس نيوز» اليمينية: الأول صباحي يحمل عنوان «فوكس وأصدقاؤها»، والثاني مسائي يقدمه صديقه ومستشاره شون هانيتي.
يقول وولف ان ترامب حاول تفادي الحديث عن هجوم خان شيخون، الذي أجمعت وكالات الاستخبارات الاميركية على أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد هي التي قامت بارتكابه في ابريل الماضي. ويتابع وولف ان الجنرالات المحيطين بالرئيس الاميركي، وفي طليعتهم مستشاره للأمن القومي اتش آر ماكماستر، أغرقوا الرئيس بالتفاصيل العسكرية بشكل جعل ترامب يعتقد أن مستشاره يحاول أن يتلاعب به.
هكذا راح ترامب يتفادى الحديث عن خان شيخون وردة الفعل الاميركية، الى ان استنبطت ابنته إيفانكا حلاً، فقدمت له وعضو مجلس الأمن القومي السابقة الاميركية من أصل مصري دينا باول صوراً تظهر ضحايا خان شيخون من الأطفال والرغوة البيضاء تخرج من أفواههم. تلك الصور حرّكت ترامب، فاتخذ قراره بتوجيه ضربة لقاعدة الشعيرات التابعة للأسد، ولكنها ضربة كان مقرراً ألا تُغيّر في مجرى الأحداث السورية أو في موازين القوى على الأرض.
ولا يحتاج المتابع إلى كتاب إفشاء أسرار لمعرفة أن صور الاطفال هي التي حرّكت ترامب، فالرئيس الاميركي قال في مؤتمر صحافي، في اليوم الذي سبق الضربة الصاروخية الاميركية على الشعيرات، ما يلي: «موقفي من سورية والأسد تغيّر كثيراً… ذاك الهجوم على الاطفال أمس كان له تأثير كبير علي».
على ان ما لا يدركه وولف، ربما لانهماكه في أخبار المناكفات والنميمة، هو أن ترامب لم يعدّل رأيه بسبب صور ضحايا خان شيخون من الأطفال، بل هو وجد في هذه الصور العذر الذي كان يبحث عنه لتبرير قيامه بضربة يمكنه أن يقارنها برفض سلفه باراك أوباما ضرب الأسد في العام 2013 على إثر مجزرة الغوطة الكيماوية.
ترامب كان دعا أوباما في 2013 إلى عدم توجيه الضربة الى قوات الأسد، وإلى البقاء بعيداً عن سورية والانهماك بشؤون أميركا، وكذلك فعل عدد من الجمهوريين، في طليعتهم هانيتي، وهم في غالبيتهم من مؤيدي الأسد لاعتقادهم أنه يدافع عن الأقلية المسيحية في سورية في وجه الغالبية المسلمة.
كيف يبرر ترامب التراجع عن موقفه السابق وضرب الأسد، الذي يحظى بتأييد في صفوف اليمين الاميركي المتطرف؟ ذاك كان السؤال الذي حيّر ترامب، وليس ملله من تفاصيل الخيارات المُتاحة له، حسب وولف.
ربما تصف المقابلات التي أجراها وولف مع عدد كبير من العاملين في الجناح الغربي للبيت الابيض، المناكفات داخل الفريق الرئاسي بدقة. لكن الشؤون الدولية أكبر من الجناح الغربي، وعدد اللاعبين فيها أكبر بكثير، ولا يمكن كتابة رواية ما حصل من دون الإحاطة بالعوامل الأخرى المرافقة التي أثرت في مواقف الرئيس الأميركي في عدد كبير من ملفات السياسة الخارجية الأميركية.

إقصاء بولتون بسبب «شواربه الكثيفة»!

في سياق الكتاب، يبدي مؤلفه تأييداً كبيراً للتكهنات التي كانت قد ذهبت إلى أن ترامب لا تروق له تلك الشوارب الكثيفة والطويلة جداً لجون بولتون الذي كان قد شغل في السابق منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهي التكهنات التي ذهبت إلى حد أن عدم إعجاب ترامب بتلك الشوارب هو السبب الأساسي الذي جعله يرفض قبول ترشيح بولتون لشغل منصب وزير الخارجية في إدارته الجديدة.
ويدعم مؤلف الكتاب تلك الفرضية بنقله عن كبير مستشاري الرئيس السابق للشؤون الاستراتيجية ستيف بانون ما قاله في سياق دردشة دارت بينه وبين الراحل روجر آيلز (المستشار والمروج الإعلامي لترامب) خلال حفل عشاء بينما كان الاثنان يتناقشان حول الأسماء المتوقع ترشيحها لشغل مناصب وزارية في حكومة ترامب، حيث يقول ناقلاً عن لسان بانون: «شوارب بولتون مشكلة. ترامب لا يرى أنه يبدو مناسباً للعب هذا الدور. كما تعلم، بولتون هو بمثابة مذاق غير مستساغ (لدى ترامب)».
ويشير الكتاب إلى أن آيلز قال لبانون خلال الجلسة ذاتها إن بولتون كان قد وضع نفسه أيضاً في مشكلة بسبب إقدامه على الدخول في شجار بأحد الفنادق وقيامه بملاحقة نساء والتحرش بهن، وهو الكلام الذي أشار الكتاب في الصفحة رقم 5 إلى أن بانون رد عليه مبتسماً بالقول: «إذا أنا أخبرت ترامب بتلك الواقعة، فإن بولتون ربما يحصل على المنصب»، وذلك في غمزة واضحة إلى سمعة وشهرة ترامب ذاته في مجال «مُلاحقة» النساء.

بانون عن إيفانكا: عاهرة وكاذبة سافلة

يقول المؤلف إن إيفانكا ابنة ترامب كانت أشرس معارضة ورافضة في البيت الأبيض للخطة التي كان قد طرحها وأعلنها والدها في أوائل شهر يونيو الفائت للانسحاب من اتفاق باريس حول التغير المناخي، وهي الخطة التي كان ستيف بانون داعماً لها.
ويضيف المؤلف موضحاً أنه عندما تم تمرير الخطة رغم الحملة التي قادتها ايفانكا ضدها، قال بانون: «لقد أحرزت هدف الفوز. سقطت العاهرة».
وفي الدائرة ذاتها المتعلقة بالتناحر الداخلي من خلال الشتائم المتبادلة بين موظفي البيت الأبيض، يشير الكاتب إلى أن ستيف بانون وصف ايفانكا ذات مرة بـ«الكاذبة السافلة» أمام والدها، ويضيف: «عندما اشتكت ايفانكا، رد عليها الرئيس قائلاً (سبق أن قلت لك إن هذه مدينة قاسية يا صغيرتي)».

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي