«لابا» و«آرتيز»... عندما تجتمع الكلاسيكية الشرقية بالغربية

إنها ليلة المرح والإبداع والتواصل الإنساني عبر سحر الموسيقى، امتزجت فيها الكلاسيكية الشرقية بالعربية.
فعلى مسرح عبدالحسين عبدالرضا في السالمية، التقى الإبداع الشرقي والغربي، الجمال والشجن، الصوت والنغم... في حفل نظمته أكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا» بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمعهد الفرنسي في الكويت.
تحت عنوان «شرقي غربي»، أبدعت فرقتا «لابا الموسيقية» و«آرتيز» الفرنسية، بحضور مسؤولي لوياك والمعهد الفرنسي والمجلس الوطني للثقافة، من بينهم القائم بأعمال إدارة الموسيقى والتراث الشعبي ريم الأحبش، حيث كانت البداية مع تقديم ثلاث معزوفات كلاسيكية فرنسية لفرقة «آرتيز» بقيادة عازف التشيلو غوتييه هيرمان وماتيلد شارلوت وهيوج مايكل على الكمان ورومان فيرديريك على البيانو.

كانت المعزوفة الأولى «لفورية» لمدة 9 دقائق، تلتها «لسكوستاكوفيتش» لـ 10 دقائق، تبعتهما «لشوسون» لنصف الساعة، وأضفت المعزوفات الكلاسيكية أجواء ناعمة ودافئة رغم برودة الطقس وسط إعجاب وتفاعل الجمهور.
بعدها، انضم كورال التراث العربي إلى فرقة «آرتيز» وقدم ليلة استثنائية تميزت بالبهجة والمرح وركزت على مختارات الاخوين رحباني برؤية فنية جديدة من توزيع مايسترو الفرقة يوسف بارا، الذي أبدع في توزيع الوتريات والأصوات، فجعل لكل آلة جملة موسيقية تخدم الهارموني واللحن.
فيما أطرب الكورال مسامع الجمهور الغفيرة بأغنيات متنوعة المقامات لفيروز، منها «كانوا يا حبيبي»، «بقطفلك بس» و«يا أنا يا أنا»، المأخوذة عن سيمفونية«موزارت الأربعين»، حيث بدأ الكورال بطريقة«أكابيلا»، وهي أداء صوتي من دون مصاحبة الآلات بمشاركة صوت الإيقاع الصادر عن الفم«Beat Box»لطارق قباني والذي كان مفاجأة للجمهور، ثم كان مسك الختام بأغنية«البنت الشلبية»حيث داعب الفريق الجمهور بمشهد كوميدي لعازف البيانو الفرنسي رومان فيرديريك الذي شارك بارا العزف على البيانو.
وعلى هامش الحفل، عبّر عازف التشيلو غوتييه هيرمان عن سعادته باستضافة «لوياك» لفرقة «آرتيز» في الكويت، «بهذا الانسجام الرائع وغير المتوقع مع فريق لابا الموسيقي الذي أبهرنا بمستوى عال من التمكن واحترافية الأداء».
بدورها، صرحت رئيس قسم الموسيقي في «لابا» نسرين ناصر قائلة إن«هذا العمل تم الإعداد له لأكثر من عام حتى نصل إلى فكرة مشتركة بين فريقي آرتيز ولابا، وهي عبارة عن مزج بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والعربية في قالب جديد، لذا وقع اختيارنا على الموسيقى الرحبانية لقربها من الألحان الغربية، ما يسهل الاندماج وإخراج العمل بشكل متناغم في قوالب موسيقية جديدة»، معلنة أن هذا العمل هو بداية تعاون مشترك في عدد من المشاريع الموسيقية بين«لابا»و«آرتيز»من جهة، واستمرار التعاون الدائم مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كحليف استراتيجي والمعهد الفرنسي بالكويت من جهة أخرى.
أما الملحق الثقافي لدى السفارة الفرنسية زيلدا وهبة، فقالت:«يقع هذا الحفل ضمن إطار التعاون المثمر بين لوياك والمعهد الفرنسي، والذي يسهم في نشر الثقافة العالمية وتعزيز دور فرنسا ومساهمتها في تنمية وصقل مواهب الشباب الكويتي في مجالات الفن والإبداع والوصول بها إلى العالمية».