No Script

أصبوحة

أوهام صديقي الأرجنتيني

تصغير
تكبير

قبل أيام كنت أتحدث مع شخص أرجنتيني في برشلونة، كان يقول لي إنه يود كثيراً زيارة الكويت، لأنه سمع أنها أكثر دولة آمنة ومسالمة، ماذا لو عرف الرجل ما حدث للإعلامي الأخ ماضي الخميس، من اعتقال تعسفي ومعاملة مهينة للكرامة الإنسانية، وتعرضه للعنف والاحتجاز في «دبة» سيارة المباحث.
هل سيظل على اعتقاده بأن الكويت دولة آمنة؟ فهل في الدول الآمنة يعامل مواطن معروف بهذه القسوة؟ فماذا عن إنسان غير معروف؟ فهذا الفعل يشي بأنها ليست الأولى في سلوك بعض رجال المباحث، وقد لا تكون الأخيرة، فكم من إنسان بسيط لا ظهر له، أو حتى وافد غريب ليس له أحد.
هذا السلوك من قبل بعض رجال الداخلية، وما نسمع عنه أكثر، يسمى في الدول المتحضرة إرهاب دولة، أو دولة بوليسية تخضع مواطنيها بالقوة والعنف لا بالقانون العادل، كيف نأمن ألا نتعرض في ليلة عند بيوتنا أو حتى داخلها، وألا يتم اعتقالنا بطريقة عنيفة لمجرد الاشتباه، وليس ثبوت الاتهام.
الأخ ماضي الخميس شخصية معروفة، فهو يقود المنتدى الاعلامي العربي، ولديه علاقات واسعة بشخصيات إعلامية عربية، فماذا لو كتبت الصحافة العربية عن حكومتنا، وكذلك منظمات حقوق الإنسان في العالم، وصنفتها ضمن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان.
أنا متيقن أن أمثال هؤلاء الأمنيين في وزارة الداخلية، لم يواجهوا العقاب لمخالفاتهم اللا أخلاقية، فهم يتصرفون كأنهم دولة داخل دولة، ولا يأبهون بالقانون ولا يخشون العقاب، وكأن هناك من يحميهم، حتى إذا انتهكوا حقوق وأمن المواطن.
وبدلاً من أن تعتذر وزارة الداخلية عن هذا السلوك، قدمت بياناً كذبت فيه ما حدث للأخ ماضي الخميس، وأنكرت أنها عاملته بتعسف، ونسيت أن في الكويت صحافة حرة، وشعباً معتداً بكرامته منذ نشأة الكويت.
إن دعاية الدولة الآمنة تخالف الواقع، وإنها لا تختلف عن أي دولة تقوم أجهزتها باعتقال مواطنيها لمجرد الاشتباه بهم، وفي هذه الحالة، أظن أن الحلم بكويت حديثة عام 2035 سيظل حلماً بعيد المنال، أو وهماً لا نعرف إن كان سيتحقق أم لا.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي