No Script

رواق

?ولتير في ساحة الإرادة

تصغير
تكبير

يقول ?ولتير: قد أختلف معك في الرأي، ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك.
هذا ?ولتير، الكاتب والفيلسوف الفرنسي الذي عـاش خلال عصر التنوير، وعُرف بنقده الساخر، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الطريفة ودفاعه عن الحريات المدنية، خصوصاً حرية العقيدة والمساواة وكرامة الإنسان.
ولكن، ماذا لو كان ?ولتير كويتياً؟


وعاش في زمننا هذا... ماذا كان سيقول؟
الوعد في ساحة الإرادة!
فهناك إما أن تكون معي أو ضدي، لأن الكويتي اعتاد التصنيفات المطلقة... أبيض أم أسود برتقالي أم أزرق قهوة أم «شاي القادسية والا العربي»؟!
لا يؤمن الكويتي باللاعب الموهوب، الذي ينتقل للعب من نادٍ إلى نادٍ ولو على سبيل التدوين، فحتى التدريب تخوين وربما تكفير!
بعيداً عن الرياضة، لا يتمتع الكويتي بروح رياضية على الإطلاق، إن لم تكن معي فأنت ضدي أو مع الذي ضدي!
وهكذا هم الكويتيون، إن دافعت عن الوافدين فأنت ضد الكويتيين، وإن تعاطفت مع البدون فأنت ضد الكويتيين، يتوجسون خيفة من الاختلاف، فيحولونه خلافاً ينقسمون حوله... فريقان: مع وضد!
مجموعة من الكويتيين قررت الذهاب إلى ساحة الإرادة للتعبير عن رأيها، ومجموعة أخرى لم تذهب إلى الساحة لاختلافها مع المجموعة الأولى في الرأي، حدث قد يتكرر يومياً في كل أنحاء العالم إلا الكويت، الحاضر يشكك في وطنية الغائب والغائب يشكك في وطنية الحاضر، رغم أن الحاضر والغائب كلاهما يحب وطنه، إنما على طريقته، تماماً مثل تربية الآباء لأبنائهم: أب يعبر عن حبه لابنه بتدليله، وأب يعبر عن حبه لابنه بالقسوة عليه، لكن لا أحد يشك في حب كل أب لابنه فلماذا نشك في حب الكويتيين للكويت؟
ولماذا نكثر التصنيف والإقصاء والتهميش، رغم أن ما يجمع الكويتيين أكثر مما يفرقهم؟
الوطن للجميع، الوطن يسع الجميع، بكل الأطياف والهجرات والتنوع، الذي صنع النسيج الاجتماعي للكويت، ثم رحنا ندور في حلقة مفرغة تفرق ولا تجمع.
الأوطان عموماً تبنى بوحدة الصف ولم الشمل، ولو اختلفنا في الرأي في إطار التعددية والتنوع.
هذا على الورق أما في ساحتي الإرادة والسوشال ميديا، فكل فريق يسن أسلحته ليشن حربه، وكل فريق يضرب بالثاني لمنعه من حقه في إبداء رأيه!
ماذا لو كان ?ولتير كويتياً؟
لو كان ?ولتير كويتياً لانتحر وكفرناه!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي