No Script

خواطر صعلوك

الوافد الغارق في مستنقع أفكاري!

تصغير
تكبير

المكان: جليب الشيوخ
الزمان: 2067م
كشف عالم آثار تخرج حديثاً النقاب عن جسم بشري غريب يعود لوافد عاش في الكويت في سنة البصمة، وفي تصريح صحافي له أعلن العالم أن هذا الجسم الغريب يعود لخمسين سنة مضت وبالتحديد عام 2017 وهي السنة التي نجحت الحكومة فيها بتحميل الوافدين فساد الصحة وتأخير الإسكان وتدني التعليم، بل ونجحت بجعل «رشيد الدين عبدالحق» الوافد الشرق آسيوي هو السبب الرئيسي للأزمة الرياضية في ذلك الوقت!
وأوضح فريق العمل أنه لم يستطع أن يستدل على ملامح الاكتشاف بسبب كثرة التصاريح الصحافية الرنانة في زمن حياة الحفرية، والتي غطتها مما جعل طاقم الحفر غير قادر إلا على اكتشاف 40 في المئة من هيكلها العظمي، لذلك فقد جازف الفريق بسمعته العلمية وقفز نحو المجهول عندما قرر أنها تعود لإنسان وليس لأي شيء آخر، وأن الحفرية في حياتها بلغ طولها 1,70 متر ووزنها 80 كيلوغراماً، واستنتجوا أن الهيكل يعود لذكر أطلقوا عليه اسم «صافي» تيمناً بأغنية لعبد الحليم حافظ باسم (صافيني مرة وجافيني مرة)، وقد كانت الأغنية تتردد باستمرار في عام 2017 و2018 في أروقة البرلمان وقتها!
هذا ومن جهتها قامت الجمعية الكويتية للأنثروبولجيين بعقد مؤتمر على بند الضيافة، وضحت فيه أن الحفرية قد أصابها الحول في العينين بسبب ضياع أولويات من اتهموها بالعمل، في الوقت الذي كان الآخرون في سفر. وقد أسفر البحث الذي عقد على هامش المؤتمر أن عظام حوض الحفرية تبيّن قدرات التأقلم مع المشي على قدمين في الوقت الذي كان يطالبها الجميع بأن تمشي على رأسها، وإلا ستدفع رسوم ذلك!
ومن جهة أخرى أعربت جمعية «نقاء» عن قلقها من هذا الاكتشاف الذي قد يسيء لسمعة الكويت، ولذلك اعتبرت الحفرية ليست من أسلاف البشر بحسب التصنيف الشائع، لأنها تمشي على قدمين ولأن وجهها مسطح، وهذه الصفة للوجه معروفة لقرد أورنتاغان الياباني الحالي، وهي تفتقد لحجم الدماغ البشري المميز الرئيسي للبشر، كما لم يثبت استعمالها للغترة والعقال، ولذلك يعتبرها بعض الباحثين مجرد قرد منقرض أثير حوله حملة إعلامية، وهي مستحدثة لا يوجد من بقاياها سوى 40 في المئة من الهيكل وأثير حولها ضجة إعلامية.
وفي ظل هذا الخلاف قام رئيس جمعية الرفق بالإنسان بزيارة موقع الاكتشاف، بحضور وسائل الإعلام وطاقم الاكتشاف ومندوب سامي من جمعية «نقاء»، وقد طالب الجهات المسؤولة بفحص الكربون العظمي من أجل الوقوف على صحة المعلومات المذكورة... وفي ظل كل ذلك حدث ما لم يكن في الحسبان.
فجأة قامت الحفرية من مكانها وتناولت 3 أكواب من الماء كانت في يد أحدهم، ثم رمقت الجميع بنظرة عين سريعة، سعلت مرتين... سارت إلى الأمام وهي تردد... هتلر لا يموت أبداً طالما يسكن أفعال الناس!
قصة تدعو للتأمل:
قامت شركة مايكروسفت في عام 2018 بتجربة مثيرة للاهتمام، حيث أنشأت حساباً رقمياً في تويتر يديره الذكاء الاصطناعي، الذي ينمو ويتراكم معرفياً من خلال التفاعل مع بقية الحسابات، بدأ الحساب في الصباح بقول «مرحباً أيها العالم»، وفي المساء كان يلعن الجميع ويغرد «احرقوا المختلفين عنكم».

@moh1alatwan

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي