في الذكرى الـ 69 لاستسلام اليابان أمام أميركا... إضاءة على «الكلمة» اللغز

خطأ في ترجمة «موكوساتسو» تسبب في قصف هيروشيما وناكازاكي بـ «الذري»

تصغير
تكبير
بمناسبة مرور 69 سنة والتي صادفت يوم أول من أمس، على ذكرى توقيع اليابان وثيقة الاستسلام للولايات المتحدة بعد ضرب مدينتي «ناكازاكي» و«هيروشيما» اليابانيتين بالقنبلتين الذريتين، تبين لبعض اللغويين حسب تقرير اعده موقع «سلايت» الفرنسي «أن الولايات المتحدة الأميركية أساءت فهم كلمة «موكوساتسو» التي ردت بها حكومة اليابان على الانذار الأميركي بضرورة الاستسلام بلا شروط ابان الحرب العالمية الثانية، وأن «إساءة» ترجمة هذه الكلمة أدت الى اتخاذ واشنطن قرارا بضرب اليابان بالقنبلة النووية في العام 1945، وتحديدا «ناكازاكي» و«هيروشيما» ما أسفر الى نهاية مأسوية للحرب العالمية الثانية.

وذكر تقرير «سلايت» ان «ترجمة الأميركيين للرد الياباني على الطلب الأميركي انذاك باستسلام اليابان في يوليو 1945 كانت ترجمة أساءت فهم المعنى الحقيقي لما أراد أن يقوله اليابانيون للأميركيين، وان «هذه الترجمة الخطأ غيرت مجرى الحرب العالمية الثانية». وهو الأمر الذي دفع بالأميركيين بإلقاء قنبلتين ذريتين على المدينتين اليابانيتين.


ويضيف التقرير أن «الولايات المتحدة كانت أنذرت في يوليو العام 1945 اليابان بالاستسلام من دون شروط، وفي يوم 28 يوليو عقد رئيس الوزراء الياباني انذاك كانتارو سوزوكي مؤتمراً صحافيا لتوضيح موقف حكومته من الانذار الأميركي. وقال حرفيا وفق مصادر مختلفة: «موكوساتسو» (mokusatsu)».

وتناقلت الصحافة العالمية آنذاك حسب تقرير «سلايت» تفسير كلمة «موكوساتسو» على ان «اليابان يزدري الولايات المتحدة». وعلى الرغم من ان هذه الكلمة لديها أكثر من معنى وتفسير، فما اعتبره الأميركيون هو فقط ازدراء اليابان بتجاهله الانذار الأميركي ما اغضب ادارة ترومان حسب تقرير «سلايت» «حيث انه تراءى الى سمعه ان تفسير الكلمة اليابانية هو «ازدراء صامت». وأدى سوء فهم العبارة اليابانية الى قيام الادارة الأميركية باقرار الهجوم النووي على مدينة «ناكازاكي» وبعد ثلاثة ايام في 9 اغسطس تم ضرب مدينة «هيروشيما» بالقنبلة النووية الثانية.

وقد دفعت الخسائر الكبيرة في الأرواح وتدمير كبرى مدن اليابان الى توقيع الحكومة اليابانية اتفاق الاستسلام على متن سفينة حربية تدعى «يو اس اس ميزوري» في 2 سبتمبر 1945، لكن تبين لاحقاً حسب ما نقله تقرير «سلايت» الى «ان رئيس الوزراء الياباني سوزوكي قال لابنه ان معنى الكلمة التي رد فيها على الاميركيين «موكو ساتسو» تعني (بدون تعليق). وهذه الكلمة حسب سوزوكي كانت موجهة اكثر للجيش الياباني الذي لم يستسلم ابدا منذ عام 1936».

وحسب «سلايت» فـ«كانت نية الحكومة اليابانية ان تأخذ مهلة لكي لا ينقلب عليها الجيش، وكان تم احباط عملية انقلاب ليلة رد الحكومة على الانذار الأميركي» يضيف التقرير.

وقد صرح ترومان ايضا وفق ما نقله تقرير «سلايت» ان اميركا عرضت الاستسلام على اليابان لكن الحكومة اليابانية قابلت عرض الأميركيين بازدراء»، وبدا ان توضيح ترجمة الكلمة اليابانية «اللغز» (موكوساتسو) لم يعد له فائدة بعدما كلف خطأ الترجمة اليابانيين أكبر مجزرة في صفوف مواطنيه في القرن العشرين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي